سيرة ومسيرة

من هناك بدأت…
وُلدت بطبع هادئ، خجول، وأعتقد بأنني منذ أن تعلمت النطق كنت قليلة الكلام… وعوضاً عن قلة الكلام وهبني الله مَلَكَة الاستماع بصبر وهدوء، وقدرة الاستيعاب السمعي، وأذكر أنني نادراً ما كنت أحتاج مراجعة الدروس المدرسة من الكتاب المدرسي، إذ كنت استوعب وأفهم من سماع شرح معلمتي، مما وفر لي فسحة من الوقت للقراءة العامة… فكانت القراءة في طفولتي شغف، وفي المراهقة شغفٌ وهواية، وما بعد ذلك شغفٌ ومتعةً ومصدرً للمعرفة.
هذه أنا، تلك الطفلة الهادئة، لم تغادرني طفولتي الجميلة، بل أعطتني حياة عائلية سعيدة في كل مراحلها، رغم أحداث عصيبة عصفت بي وبعائلتي خلال تلك السنوات الطويلة؛ أحداث مفصلية أضافت لشخصيتي القوة الإيجابية، وثقة في مواجهة الصعاب، وزادتني إيماناً بعظمة الخالق، وأكسبتني سعة العقل والقلب، لاستيعاب مسؤوليات كثيرة بدأت بتحملها مبكراً.

معرض الصور