مساء الجمعة 19 ديسمبر وصلنا إلى الكويت بعد أن تأخرت بنا الطائرة لمدة تزيد على الساعة والنصف، وفي قاعة التشريفات في مطار الكويت جلسنا ننتظر وصول السيارة التي ستقلنا إلى الفندق، ليشرح لنا الأخوة الكويتيون، المرافقون لنا، أسباب هذا التأخير بأنه يرجع إلى الإجراءات الأمنية التي استدعت إصدار أوامر مشددة لقيادة جميع السيارات المستخدمة لأغراض هذا المؤتمر بواسطة أفراد من الأمن العام ووزارة الداخلية الكويتية حرصاً على سلامة الحضور.
عند وصولنا إلى مداخل المنطقة التي بها فندق الماريوت في وسط مدينة الكويت، حيث مركز الوفود الإعلامية لهذا المؤتمر، بدأنا نرى ماذا يعنون بالإجراءات الأمنية المشددة.
الأسلاك الشائكة تمتد على جانبي الرصيفين بدءاً من مداخل الشوارع لتلف هذه الأسلاك بالفندق وبجميع المداخل المؤدية إليه. على طرف الرصيف المحاذي للفندق وخلف الأسلاك الشائكة، تقف أنواع من السيارات والآليات لتشكل سداً يمنع وقوف أي نوع من السـيارات الأخرى بجانب الفندق، وتتنوع هذه السيارات ما بين سيارات عسكرية للجيش وللأمن وسيارات إسعاف وشاحنات. بجانب كل ذلك هناك أعداد من العسـكريين بأسلحتهم موزعين على امتداد هذه الشـوارع وفيما حول الفندق بشكل دقيق، ولكن فاتني إلقاء نظرة على أعالي البنايات المحيطة بالفندق لمعرفة مدى انتشار هذه التحصينات في تلك المواقع.
عند مدخل الفندق، الذي خصص فقط للإعلاميين ومنع من استضافة أفراد آخرين، هناك شبه ازدحام لأن كل العابرين إلى داخل الفندق يتعرضون لتفتيش دقيق بدءاً بتفتيش الحقائب المحمولة باليد التي تدخل في الأجهزة الإلكترونية للفحص وانتهاءاً بالتفتيش اليدوي الدقيق لكل أطراف الجسم بواسطة أفراد من الأمن.
بهو الفندق يعج بالإعلاميين ويتخللهم العسكريون بملابسهم الرسمية المختلفة والتي عادة لا تمكنني من التمييز فيما بين رجال الجيش ورجال الأمن، ولكن الشيء الملفت للانتباه هو حملهم للأسلحة. بجانب ذلك كان هناك حضور ملحوظ لهيئة طبية مميزة بالزي الأبيض، مما يجعلك تشعر بأن الاستعدادات قائمة على أكمل وجه في حال حدوث أي طارئ.
صباح يوم السبت 20 ديسمبر، لا زال الفندق يعج بالإعلاميين والأمن والعسكر. هناك ما يزيد على 300 إعلامي في فندق الماريوت في الكويت لتغطية أخبار مؤتمر القمة الخليجي الرابع والعشرين، ولكن، حتى الآن، لم يتمكن الإعلاميون من الالتقاء بأي مسؤول، والإجراءات الأمنية المشددة، وفقر التنظيم، يشكلان حاجزاً وعائقاً قوياً تحد من الحركة والاتصال، وعند سؤالي لبعض الإعلاميين العرب عما إذا كانوا يملكون أي مبرر لكل هذه الإجراءات، يجيبون إننا لا نجد أي تبرير لذلك إلا إذا كان الأخوة الكويتيون لديهم معلومات لا نملكها نحن.
تم إلغاء الندوتين المقررتين لهذا اليوم السبت، وهما ندوة للدكتور أحمد الربعي، بعنوان “الخليج بعد سقوط صدام”، وندوة أخرى للدكتور أنس الرشيد، بعنوان “الصحافة الخليجية إلى أين ..؟” ، وكان سبب الإلغاء حسب ما تم الإعلان عنه هو مشاكل مرورية بسبب الإجراءات الأمنية، حيث كان عدد الحضور لا يزيد على بضع أفراد، علماً بأن مكان الندوتين هو نفس الفندق الذي يجتمع بداخله جميع الوفود الإعلامية.
نحن بانتظار معرفة المزيد حول ما يجري هنا… والحصول على معلومات حول المؤتمر، وفي انتظار وصول القادة الخليجيين وانعقاد القمة في هذه الظروف العربية الدقيقة جداً…