سيرة ومسيرة

من هناك بدأت...

وُلدت بطبع هادئ، خجول، وأعتقد بأنني منذ أن تعلمت النطق كنت قليلة الكلام... وعوضاً عن قلة الكلام وهبني الله مَلَكَة الاستماع بصبر وهدوء، وقدرة الاستيعاب السمعي، وأذكر أنني نادراً ما كنت أحتاج مراجعة الدروس المدرسة من الكتاب المدرسي، إذ كنت استوعب وأفهم من سماع شرح معلمتي، مما وفر لي فسحة من الوقت للقراءة العامة... فكانت القراءة في طفولتي شغف، وفي المراهقة شغفٌ وهواية، وما بعد ذلك شغفٌ ومتعةً ومصدرً للمعرفة. 
هذه أنا، تلك الطفلة الهادئة، لم تغادرني طفولتي الجميلة، بل أعطتني حياة عائلية سعيدة في كل مراحلها، رغم أحداث عصيبة عصفت بي وبعائلتي خلال تلك السنوات الطويلة؛ أحداث مفصلية أضافت لشخصيتي القوة الإيجابية، وثقة في مواجهة الصعاب، وزادتني إيماناً بعظمة الخالق، وأكسبتني سعة العقل والقلب، لاستيعاب مسؤوليات كثيرة بدأت بتحملها مبكراً. 
في تلك الطفولة السعيدة، تشكّلَ وعيي، في أحضان والدي، ومعلمي الأول في الحياة، رحمة الله عليه، وغرفت منه روح السماحة والمحبة والعطاء... كان مدير مدرسة مهموماً بالعلم والتعليم، على أمل تغيير المجتمع بهما، بدءاً بأسرته وعائلته، في عصر كان العرب يتخطون أولى عتبات الخروج من بئر التخلف الذي وقعوا في أعماقه منذ غزو المغول، حتى غزوات الاستعمار. 
هناك، في ذلك البيت الصغير، بأحد أحياء المنامة، وفي تلك البيئة الأبوية البحرينية العربية الحميمة كانت محطتي الأولى، وخرجت منه بمحمل من القيَم الأخلاقية والثوابت العربية التي تشكّلَت عليها مبادئي في قادم الأيام.
وهناك في طفولتي وبداية مراهقتي، والتي تزامنت مع بدايات المد الوطني العربي، وقبل رحيله الأبدي، صنع أبي شخصيتي المستقلة، وزرع في عقلي بذور اعتماد العلم والمعرفة لبناء وتطوير الذات والوطن، فكان يردد ويقول ويبث قيمه فينا، في كل فرصة وحدث... وكان يعيد ويكرر المقولة العربية الأشهر:  
"كن ابن من شئت واكتسب أدبا.... يغنيك محمودهُ عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا....  ليس الفتى من يقول كان أبي"
...............................
لا أذكر كم كان عمري عندما تركت يد والدي في صباح أحد الأيام ودخلت إلى تلك المدرسة- الحديقة، مدرسة الزهراء الابتدائية للبنات، المدرسة الحكومية الجميلة، بوسط المنامة... وكل ما أتذكره اليوم منه من مدرستي الأولى أنها كانت حديقة كبيرة، جميلة، تبهج القلب، مليئة بأنواع وألوان كثيرة من الورود والأشجار، يتوسطها مبنى مدرسي أبيض جميل ونظيف، به صفوف دراسية واسعة، وتضم تلاميذ صغار من الجنسين، عشت فيها أيام جميلة بصف الحضانة.
أما محطتي الثانية والأصيلة فكانت مدرسة السلمانية للبنات التي عشت فيها كل سنوات الابتدائية والاعدادية، وفيها بدأت أتحسس، بل أعيش تفاصيل بدايات ذلك العصر الذي يسمى اليوم بالزمن الجميل، وخرجت منها طالبة طموحة ومحبوبة، متطلعة للمزيد من المعرفة.
وفي تلك المدرسة تعلمت الانضباط، واحترام كل مَن علمني حرفاً، وحب المكتبة المدرسية التي كانت مصدري الأول لكتب الأطفال ثم الروايات الأدبية التي تولعت بها منذ طفولتي... ومن إذاعتها المدرسية الصباحية سمعت لأول مرة في حياتي أحلى الأناشيد الوطنية... "نحن الشباب لنا الغد*** ومجده المخلد"، للشاعر والأديب العربي السوري سليمان العيسى... وتعلمت معاني حب الوطن من أحلى نشيد وطني عربي للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:
"موطني، موطني.... الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاْ
في رباك في رباك.... والحياةُ والنجاةً والهناءُ والرجاءُ
في هواك في هواك......." 
وهناك في الطابور الصباحي ألقيت أول كلمة لي أمام جمهور (الطالبات والمعلمات)، والتي لاحقاً عرفت أنها مبادئ تعليم الخطابة، فوفرت لي معلماتي الفضليات فرص الوقوف أمام صفوف من الطالبات لإلقاء كلمات تعبر عن أفكاري البسيطة في كتاب قرأته، أو خبر جميل سمعته، بما لا يزيد عن فقرتين، أو نصف صفحة.
كانت إذاعة مدرستي الابتدائية هي القوة الناعمة الأولى التي تفاعلت معها، فكَسَبَت عقلي وقلبي... وكانت أول إعلام موجه عرفته، نجح في بذر قيم التربية والتعليم في عقولنا الصغيرة. 
...............................

التربية على القيم
بدأ أبي مُدَرساً، وعند اكتمال وعيي به كان مدير مدرسة، محاطاً بعلاقات وطيدة مع زملاء العمل، وكان أكثرهم ذكراً في بيتنا هم من الكوادر التعليمية الوافدة، من الأساتذة العرب، الذين ساهموا في بناء منظومة التعليم في البحرين، بكل جدارة، منذ البدايات الأولى، وكانت لتلك الصداقات الحميمة والراقية الأثر الكبير في تشكيل الوعي العروبي والثقافي الوطني في بيتنا، انعكاساً للمناقشات والحوارات التي تدور في مجالسهم، والتي كان لا ينفك والدي يكررها أمامنا.   
كان أبي، الأستاذ إبراهيم، رحمه الله، يتغزل باللغة العربية وجمالها، وعاش هاجس الخوف من طغيان اللغة الفارسية عليها، وقد بدأت تسود حينها في بعض البيئات البحرينية، لأسباب التزاوج وتصاعد الهجرة الفارسية القادمة من إيران... فغرس فينا إيمانا عميقاً باللغة العربية مؤكداً أن "لغتكم هويتكم فتمسكوا بها بإتقانها".  
وهو أول من أسمعني أجمل ما قيل عن لغتنا العربية: 
"أنا البحر في أحشائه الدر كامن... 
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي"، (حافظ إبراهيم) 
فتربيت مع أبناء وبنات جيلي، في زمن كانت البساطة سمته، وكان العلم والثقافة والهوية العربية فخراً يزهو ويتباهى بها الشباب وهم يتقدمون إلى واجهة مجتمعنا البحريني الجديد، والذي كان حينها يتحول بتؤدة وبطموح من نظام الزراعة والغوص إلى نظام السوق الحر والنفط.
...............................
بدأت المرحلة الثانوية في مدرسة الحورة الإعدادية الثانوية للبنات، بالمنامة... المدرسة التي تعرفت فيها على شكل ومفهوم المراهقة مع تنوع الطالبات، واختلاف مشاربهن، مفهوم لم أعشه في حينه، ولم أجربه سابقاً ولا لاحقاً، لانشغالي عنه تماماً... وأذكر كم كانت إدارة المدرسة حازمة في مواجهة سلوك المراهقات، وعدم الانضباط، ولكنه كان حزماً يتناسب مع عصره الجميل، به العقلانية، والكثير من الارشاد والاحتواء المعنوي.  
من ناحية أخرى كان لتلك السنة الدراسية أهمية خاصة في حياتي... في تلك المرحلة بالتحديد تعرفت على أهم أدوات قراءة وفهم التاريخ، بفضل معلمة متخصصة بالمادة، وشغوفة بتدريسها، فخلقت بعقلي وقلبي رغبة بدراستها، بل بقراءة كتاب التاريخ المقرر علينا في ذلك العام بشغف معرفي أكثر منه تعليمي... ومن هناك انطلقت اهتماماتي بمتابعة أحداث العالم، التي كنت أسمع منها الكثير في نشرات الأخبار مع والدي عبر الراديو، من إذاعة بي بي سي، وقليلاً من إذاعة بغداد، بجانب قراءة الصحف والمجلات التي لم يكن يخلو بيتنا منها. 
 ...............................
رغم ذلك الاهتمام بمادة التاريخ، إلا أنني فضلت الدراسة بالقسم العلمي في المرحلة الثانوية، لأسباب كثيرة، أهمها رغبة والدي، وتفوقي في كل المواد العلمية... ولأن مدرسة الحورة لا تضم هذا القسم، انتقلت في السنة التالية إلى مدرسة المنامة الثانوية للبنات، المدرسة التي تَخَرَّجَت منها تقريباً كل سيدات البحرين من جيل الأربعينات والخمسينات والستينات، قبل أن تنتشر مدارس البنات الثانوية في المدن الأخرى.
في تلك المدرسة بدأت أجني ثمار تفوقي الدراسي عبر المراحل السابقة. 
وفي تلك المدرسة عشت سنتين دراسيتين حافلتين بالكثير من الأحداث والأحزان، ولم تخلو مما يخفف من كل ذلك.
في أول سنة (1969) توفى والدي، ليسكنني حزن لا نهائي... وفي تلك المحطة استوعبت الإحساس بالمسؤولية، وأثرها في كل حياتي اللاحقة.
وفي ثاني سنة (1970) توفى الزعيم العربي جمال عبد الناصر، وفي تلك المحطة سكَنَ الحس القومي في وجداني، وأخذ الحس السياسي طريقه إلى عقلي، وكان لهذا أثره في كل حياتي اللاحقة.
وفي تلك المرحلة حصل أمر، لربما هو أجمل ما يمكن أن أتذكره من سنوات الدراسة كلها... إذ قررت إدارة المدرسة أن تجمع كل المتفوقات في القسم العلمي بين جدران صف واحد، في سنة التخرج... مجموعة أقل من ثلاثين طالبة هن الأكثر تفوقاً في البحرين في تلك الدفعة... وكنت أنا ضمن هذا العدد الصغير من البنات، المتفتحات على عالم المنافسة الجميلة، استعداداً لدخول مرحلة الحياة الجامعية... فكانت واحدة من أكثر السنوات الدراسية متعة وتعباً، وجمالاً، في حياتي... حيث كنا نتمتع باحترام ومحبة الهيئة التدريسية في مشهد رائع لا أعرف إن عاشتها أية دفعة سابقة أو لاحقة لدفعتنا... كانت السنة الأكثر تميزاً في حياتي، لم أعش لها مثيلاً في أية سنة دراسية بعدها... ورغم كل ذلك كان هناك حزن عميق في أعماقي لأن والدي لم يعش معي زهو ذلك التقدير الجميل الذي كان له الفضل الأكبر فيه.   
...............................
ومن هناك خرجت للعالم، فكانت نهاية مرحلة التعليم الأساسي، والانطلاق نحو التعليم الجامعي في الخارج... فودعنا أنا وأخوتي المرحلة التي عشناها في منزل العائلة محملين بتعاليم وقيم أصيلة لم نتنازل عنها يوماً، لننتقل واحداً تلو الآخر نحو الدراسة الجامعية التي كانت كلها تقريباً خارج البلاد.  
...............................
كان عالم الجامعة واسع جداً، وليس مقتصراً على التعليم فقط... فكان عالم به نعيش يوميات وتفاصيل حياتنا العلمية والاجتماعية والثقافية، فوفرت هذه الحياة المؤهل العلمي كتحصيل حاصل، كما وفرت المؤهل المعرفي الجاد والثابت لطالبي المعرفة، إن طلبوها، كتحصيل موازي يفتح الأبواب إلى عوالم متعددة ومتداخلة، وإلى منافع متنوعة ومستدامة. 
كانت سنوات السبعينيات حافلة بالأحداث، تعرفت خلالها على مفاهيم العمل الطلابي الذي كان سياسياً أكثر منه نقابياً... واكتسبت مهارات الانفتاح على فهم ومناقشة الأفكار والنظريات السياسية التي كانت تقودنا لفهم أحداث العالم بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص. 
وبعد مرور كل تلك السنين الطويلة، أعترف بأنني لازلت أدين لتلك الفترة السياسية النشيطة بصقل ثقافتي وفكري السياسي، بما وفرت لي من ممارسات وأدوات علمية للتفكير الحر، وما أكسبتني من ملكات وقدرات معرفية، تعد اليوم مواد تُعَلّم في المؤسسات الفكرية والأكاديمية فيما يُدعى بدراسات المستقبليات.
...............................

الحصاد... وبدايات جديدة 
بدأت حياتي العملية في النصف الثاني من السبعينيات، وقضيت أكثر من ربع قرن في القطاع المصرفي والاستثماري، القطاع الأحدث والأكثر نشاطاً وتحركاً في البحرين حينذاك... وكما بدأت بدراسة القسم العلمي في الثانوية، بعيداً عن ولعي وشغفي بدراسة التاريخ أو الأدب، كذلك بدأت حياتي المهنية عملاً بالمثل الإنجليزي القائل "حِب ما تعمل حتى تعمل ما تُحب"، لذلك لا أذكر إنني صادفت فشلاً في العمل بهذا القطاع الاقتصادي الهام، رغم الصعوبات وفترات تراجع الأسواق والطفرات الاقتصادية غير المدروسة، التي مرت بها المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية الهامة. 
عاشت منطقة الخليج العربي في السبعينيات، وخصوصاً بعد حرب تشرين 1973، حراكاً اقتصادياً يُعد الاقوى والأسرع في التاريخ الحديث للمنطقة، حراك لم يشهد له مثيلاً، سابقاً ولا لاحقاً، حراك نَقَلَ المجتمع الخليجي عموماً، من البساطة إلى التعقيد، من مجتمع طالب للعلم والمعرفة، إلى مجتمع السوق وقِيَمُهُ... وعشت تفاصيل ذلك التحول الذي كان يتم صناعته في المصارف ومكاتب السماسرة والمضاربين في تأسيس الشركات، وسوق الأسهم الحديث النشأة، عبر السيولة النقدية الرهيبة التي توفرت نتيجة الارتفاع المفاجئ والكبير في أسعار النفط حينها... وهكذا تحول المجتمع الخليجي، في أقل من عشر سنوات، تحولاً فجائياً وسريعاً، من مظاهر البساطة التي كانت أعلى قليلاً من الفقر، إلى مظاهر الثراء وما يشبه الرفاه. 
   ...............................
عند نهاية السبعينيات، وخلال تلك السنوات المهنية الهامة بدأت ببناء عائلتي الصغيرة، مع زوج كان لي منذ أن عرفته، أباً وأخاً وصديقاً، وحبيباً، أدين له بالكثير من القوة التي مكنتني من تجاوز صعاب كثيرة... فكانت تلك هي سنوات التفاني في تربية الأطفال ورعايتهم بكل ما لدى والديهم من قيم وإصرار على إكمال مسيرتهما الإنسانية. 
واليوم لا أشك لحظة في إننا نلنا شهادة النجاح، وبجدارة، في تلك المهمة، التي أؤمن بأنها الأهم في حياتي.
...............................
الكتابة... أعمل ما أحب
وأخيراً، وفي آخر سنة من القرن العشرين بدأت الدخول في عالم الكتابة من خلال مفاهيم وفلسفة الديمقراطية، التي بدأت تشكل حديثاً في المجتمع مع استلام جلالة الملك، لمقاليد الحكم بعد وفاة المغفور له والده الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراه، والذي شكل حدثاً مفصلياً نقل البلاد والعباد من عصر إلى عصر آخر. 
   ...............................
وكانت لي حكاية أخرى مع الألفية الجديدة، التي بدأت لتشكل لي حياة جديدة مع أكبر أزمة، وأصعب محنة، يمكن أن يمر بها إنسان في حياته... كانت محنة فقدان أخي، وتوأم روحي، الذي غادرنا مع عائلته الصغيرة على متن رحلة طيران الخليج الكارثية، إلى العالم الآخر في يوم الثلاثاء 23 آب/ أغسطس 2000... وهنا كانت نهاية ما مضى من حياتي، وبدايتي مع حياة جديدة، بكل ما لهذه الكلمة من معانى، وتفاصيل مؤلمة وقاسية. 
لم تغادرني تلك المحنة، ولكن، وبمشقة لا مثيل لها، حاولت مغادرتها، فاستغرق الأمر وقتاً، كنت خلاله أعيش حالة التغيير والتحول والسكون في ضفة أخرى من حياتي، ضفة جميلة بمآلاتها ولكن ليس بأسبابها.. وجميلة لكنها بعيدة ومختلفة عن جمال ضفتي القديمة، التي بها تعلمت وتأسست وعملت كل سنوات عمري... فكان العمل المستمر، وبدون توقف، هو القارب الذي غادرت به تلك المحنة، فأخذني إلى الشق الثاني من المقولة الإنجليزية، "أعمل ما أحب"، وهكذا حفرت أقدامي آثارها في عالم الكتابة التي نجحت فيه باستثمار مخزوني المعرفي، بشغف، وبتوازن وعمق فكري نجحت المحنة الأخيرة باسترجاعه عبر القلم، الذي بات منفذي الجديد للتواصل.  
وبكل صدق وإخلاص، أؤكد هنا إنه لولا مشروع الإصلاح السياسي، والتحول الديمقراطي، الذي بدأ به جلالة ملك البحرين مع استلامه لمقاليد الحكم، لما حاولت الكتابة أبداً، لإيماني الشديد بقيمة وأهمية الحرية في كل عمل إبداعي.
بدأت بممارسة الكتابة، ودخلت معها إلى حياة وآفاق جديدة بكل تفاصيلها... حياة لا علاقة لها بكل ما سبق إلا بذلك المخزون الثقافي والنضج المعرفي الذي حصدته منه... وبدأت أسترجع حصيلتي الثقافية والفكرية، فحمدت الله كثيراً على ما وهبني من صفاء ذهني، ونضج عمري، يؤهلاني لأكون كاتبة وشاهدة حية على العصر، لصقل وعي جيل عربي جديد لم يحظى بما حظي به السابقون.
ومن هنا كانت انطلاقتي الجديدة.
مرحلة جديدة، وأحداث كثيرة، صنعت حياتي الجديدة التي تحولت فيها إلى شخصية عامة بكل ما يحيط بهذه الشخصيات من أضواء وأحداث، وأخطار.
   ...............................
موطني موطني... الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاْ، في رباك
ومن بوابة الكتابة والصحافة دخلت إلى آفاق أخرى، ولمسؤوليات أكثر ثقلاً... 
حصلت على الثقة الملكية الأولى لتعييني عضوة في مجلس الشورى البحريني، الغرفة الأولى بالمجلس الوطني، في ديسمبر 2006، والثقة الملكية الثانية في ديسمبر 2010... والثقة الملكية الثالثة لتعييني وزيرة دولة لشئون الإعلام في أبريل 2012 حتى ديسمبر 2014... ومن هناك كان لي شرف الانتقال للعمل كمبعوث خاص للديوان الملكي، بأمر ملكي في فبراير 2015... دون أن أتوقف عن عملية الكتابة التي لازالت تشغل فكري وعقلي على مدار الساعة واليوم.   
   ...............................
ولا زلت أسير على العشب الأخضر...
في مجتمعاتنا العربية، ورغم كل ما نعيشه اليوم من انفتاح اجتماعي وسياسي واقتصادي، ليس من السهل صعود المرأة إلى الواجهة العامة، أو الوصول إلى مواقع المسؤولية وصناعة القرار بكفاءة فكرية وعلمية بعيدة عن الانتماءات الحزبية، أو الحظوة الشخصية... ولكنني سأبقى أزهو وأقدر عالياً قرارات القيادة البحرينية التي وضعتني في مواقع المسؤولية الكبرى إيماناً بالكفاءة والخبرة، والمعايير العلمية.
ولا زلت في بداية الطريق، أسير على العشب الأخضر المفروش أمامي.

الأكثر قراءة

الحرب القادمة