إن من مسائل التربية وأصولها أن نتعرف الأسس التعليمية المتعلقة بالتربية، ولنفرق بين مفهومي التعليم والتعلم، فالتمييز بينهما ليس حادا، وإنما بينهما درجات من التداخل والاشتراك وحديثنا عن التعليم له العلاقة الوثيقة بالأمن الجماعي إذ الجهل وكر تنمو فيه بغاث الانحراف ليستنسروا فيزعجوا الحمائم الآمنة من أفراد المجتمع.
التعليم: ليس إلا تحديدا للتعلم وتحكما في شروطه، وذلك لأن التلاميذ يمكنهم أن يتعلموا تعلما تلقائيا ذاتيا، بل إنه حتى ولو كان التعليم على درجة كبيرة من الكفاءة فإن ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى التعلم، إذا كان التلاميذ أقل انتباها أو دافعية أو استعدادا، أو إذا كانت مدخلاتهم السلوكية غير ملائمة.

النظام الديني وعلى رأسه الإسلام الحنيف يتطلع إلى آفاق حياته الروحية وفي ضوء هذا كان يتولى توجيه عواطف الناس وفق شعائر معينة كما ذكرنا مأخوذة من الكتاب والسنة اللذين حددا التعدد ضمن شروط العدالة الاجتماعية ضمن نظام تربوي يقوم بتنشئة الأفراد في ضوء تراث ثقافي مشترك وإكساب النشء المعارف وطرائق العمل، والخبرة في التعامل مع تقنيات العصر والمساهمة في تطويرها.
أولى مؤسسات النظام التربوي:
1- معروف أنها "الأسرة" فهي تمثل النظام الأسري.
2 - النظام الاقتصادي بما يقوم به من انفاق في هذا المجال.
3 - النظام الديني بما يقوم به من توجيه وإرشاد للنشء وفق معالم الدين والعشرة والحقوق والواجبات.
4 - المدرسية وهي تلي الأسرة في القيام بوظيفة هذا النظام.

تقدم أن الإنسان لا يمكن إلا أن يعيش ضمن المجتمع ليتفاعل معه في مجال حياته التربوية فلنعرف ما هو المجتمع ضمن سباقات التعريف له من قبل العلماء فقالوا:
أ - المجتمع هو مجموعة منتظمة من الناس تتبع أسلوبا معينا في الحياة.
ب - المجتمع هو الإطار العام الذي يوجه العلاقات التي تقوم بين الأفراد أو الجماعات المنطوية تحت هذا الإطار.
ج - المجتمع هو مجموعة الأفراد التي تعيش في بيئة محددة وتترابط مع بعضها من خلال مؤسسات تنظم علاقاتها وتخدم حاجاتها القائمة المنتظرة ويتشكل لدى هذه الجماعة تراث ثقافي مشترك يجعلهم يحسون بالانتماء المباشر إلى بعضهم بعضا والولاء لمجتمعهم.