أوجه رسالتي هذه إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، وأتمنى من السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين أن ينقل له هذه الرسالة بأمانة تامة، نعم "بأمانة تامة"، لأن الكذب أصبح أداة من أدوات العمل السياسي الدبلوماسي والدولي، وحقوق الشعوب صارت سلعة تباع وتُشترى في سوق المصالح السياسية ولعبة الأمم، وفي مزاد الأخلاقيات السياسية الغربية، التي صارت تقايض الإنسانية بالمصالح المادية، وتزايد بالديمقراطية وتمارس القتل والظلم لتحقيق مصالحها.

كنا (نعم كنا في الماضي) نتمني أن يخرج من عباءة جمعية الوفاق الإسلامية منطق جديد بعد الأزمة الأمنية التي افتعلتها في الأشهر الأخيرة، وكنا نتمنى أن تنطلق إحدى الجمعيات السياسية الأخرى (الماركسية والبعثية) المنزوية تحت عباءة الوفاق الإسلامية كلمة عقلانية توحي للشعب البحريني بحس وطني بسيط يجمعهم بعد أن فرقتهم تلك الأحداث، ولكن يبدو أن الوفاق مازالت تقود هذه الجمعيات، كما تقود شارعها نحو التصعيد، وصولاً إلى التهديد الذي بعثه السيد خليل مرزوق، نائب أمين عام الجمعية، على صفحات جريدة الدار الكويتية (لصاحبها محمود حيدر، الأحد 21 أغسطس 2011) إلى الشعب البحريني بقوله صراحة إنه "من غير حكومة برلمانية أو حكومة بتمثيل شعبي قد تصل الأمور إلى حرب أهلية ( .......... )

كشفت الأزمة الأخيرة في البحرين عن خطر الثقافة الطائفية وصورتها البشعة، بل كل أخطارها التي تنخر في الوطن وأجهزنه ومؤسساته وكوادره المثقفة (وليس فقط البسطاء من الناس)، حتى باتت الطائفية خطراً يوازي خطر الإختراق الاستخباراتي الأجنبي الذي يستهدف مؤسسات الدولة بأكملها.
إن أسوأ ما في الطائفية الجديدة في البحرين هو تفشيها في العلاقات الاجتماعية، وأخطر ما فيها هو أنها باتت جزءاً أصيلاً من العمل السياسي وثوابت المعارضة، حتى صارت (الطائفية) من أخطر الأدوات السياسية التي تهدد الأمة بالمزيد من التفتيت الجغرافي والسياسي.. وخطر الطائفية المذهبية والدينية يكمن في أنها كالسم الساري في العقول والقلوب ليظهر في الأداء والسلوك وبهذا المستوى نجحت الطائفية في البحرين حتى أزاحت كل القيم والمعايير الوطنية لتحل محلها الفزعة المذهبية المزيفة والاقتتال الطائفي المدمر.