حقوق الطوائف والأقليات في مشروع الشرق الأوسط الكبير
لا يزال القرار الرسمي الخليجي غائباً تماماً عن الصراع الدائر حول مصير ومستقبل المنطقة، سواء ذلك الصراع الخفي بين القوى الدولية الاستعمارية القديمة والجديدة من جهة، أو الصراع العلني بينهم من خلال واجهات إقليمية من جهة ثانية، أو الصراع الناتج عن تداخل وتقاطع أهداف ومصالح هذه القوى وواجهاتها الإقليمية التي تعد نفسها لتكون وكيلاً للاستعمار وشريكاً مهيمناً على مصالح المنطقة من جهة ثالثة... والأكثر مأساوية هو ما بدأ يطفو على السطح من مظاهر الخلاف أو التنافر (وعدم الثقة) بين الأنظمة الخليجية، وما لذلك من علاقة مباشرة بتنافس هذه الأنظمة، كل على حدة، بتعزيز علاقاتها (التحالفية) مع الإدارة الأمريكية، وما لكل ذلك من تأثير مباشر في تكبيل القرار الرسمي الخليجي مما يجعل هذه الأنظمة تبدو بلا حول ولا قوة حتى في مواجهة الفوضى والمشاكل الناتجة عن تلك الصراعات على الساحة المحلية في بلداننا.