تذكّروا... يوم أُكِلَ الثور الأبيض
إستهجن العالم السلوك الغربي عندما قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مدينتي ناجازاكي وهيروشيما بقنبلتين ذريتين بعد يومين من إعلان اليابان وقف إطلاق النار إثر إنهزام قواتها في الحرب العالمية الثانية، بينما لم تُقصَف المانيا النازية، التي إنطلقت منها الحرب العالمية الأولى والثانية، بهذه القنابل... كما استهجن التاريخ سلوك الغرب عندما فُرِضَ على اليابان توقيع معاهدة الاستسلام بعد تأديبها بالقنبلتين، بينما لم يُفرَض على ألمانيا توقيع تلك المعاهدة الإستسلامية المهينة... فكان معروفاً إن هذا السلوك التأديبي المتوحش لا يمارسه الغرب (المتمدن) إلا في حق شعوب ودول الشرق (البدائية) ليتمكنوا من استعمارها والهيمنة عليها، أما التعامل فيما بينهم، دول الغرب، فيتم على مستوى ذلك "التمدن"... وهذا ما يصفه روبرت كوبر، مستشار توني بلير للسياسة الخارجية، في مقالة بعنوان "الدولة في العصر الحديث" (2002) بقوله "إن التحدي أمام عالم العصر الحديث أن يعتاد على فكرة المعايير المزدوجة...