بالأكاذيب يمارسون سياسة تجهيل الشعوب

ما كان لصحيفة أخبار الخليج أن تتميّز بالإنتشار الأوسع على مستوى البحرين (بشهادة أرقام المبيعات، الحقيقية وليست المزورة) لو لم تكن قد كسبت العقول والقلوب والثقة التامة في كافة قطاعات المجتمع البحريني التعليمية والعلمية والعملية والاجتماعية... وما كان هذا الكسب ليتحقق لهذه الصحيفة لولا تميّزها بإدارة قديرة وكفؤة، من الطراز المهني الأول، تمتلك آفاق ثقافية واسعة، وحرص وطني وقومي شديد الموضوعية، تعمل بصمت ورقيّ في أداء دورها وواجبها، من خلال الصحيفة، في نشر المعرفة والمعلومة والخبر وإيصال الرأي المتعمق والرزين للقارئ العربي، الذي تُمارس ضده أبشع سياسات التجهيل، بدءأ بالتعتيم المعرفي والاعلامي، وانتهاءاً بممارسة الإرهاب الفكري ضد كل من يخالف تلك السياسات التجهيلية التي تهدف إلى تمرير مخططات واستراتيجيات الغزاة والمحتلون وأتباعهم الشعوبيون والطائفيون...

مروراً ببث الكذب وتكرار الكذب والمزيد من الأكاذيب اليومية التي أصبحت تزخر بها السياسات الدولية والإقليمية وحتى الدينية من حولنا، لتطفو على صفحات الصحف الصفراء في بلداننا المغلوبة على أمرها...
ولأننا، كُتّاب وكاتبات صحيفة "أخبار الخليج"، في البحرين محظوظين بهذه الإدارة المتمثلة في شخص رئيس التحرير، الاستاذ أنور عبدالرحمن، فإنني أتقدّم له بكل الشكر والعرفان على مواقفه التي يتصدى بها للدفاع عن أقلامنا في كل المحافل الاجتماعية والسياسية التي يتواصل من خلالها بشكل مباشر مع المجتمع البحريني الرسمي والشعبي، ذلك التواصل الذي يهدف منه تحقيق مبدأ سبر الآراء بالتواجد الميداني المباشر، وإزالة كل العوائق والحواجز بين الرأي العام ممثلاً في المجتمع بكل فئاته وقطاعاته، وبين الصحافة كوسيلة معرفية وقناة لتمرير الرأي والمعلومة في الإتجاهين، ووسيلة من وسائل تصحيح مسارات القرارات لدى صانعيها، وتصحيح مسارات نمط التفكير المجتمعي باتجاه التجاوب الإيجابي لدعم وتثمين منجزات ومكتسبات الوطن. وما هذا الدفاع عن أقلام أخبار الخليج بواسطة رئيس تحريرها، إلا الدليل الأكبر على وحدة توجه الصحيفة ومنهجها وسياساتها، مع ما تخرج به من رأي وفكر وطني وقومي إلى القارئ العربي مباشرة.
وهنا استميح الاستاذ أنور عبدالرحمن عذراً، أن أكمل ما دار من حوار بينه وبين سعادة السفير الإيراني لدى مملكة البحرين في المجلس الرمضاني للوجيه عبدالله ناس، والذي نُشِر في "أخبار الخليج" في 15 أكتوبر 2005، فيما كان يحاول سعادة السفير تشويه صورة الصحيفة في ذهن القارئ والإساءة إلى الهوية القومية العربية التي تمثل خط وتوجه الصحيفة العام، مدّعياً إن إقران إسم صدام حسين بلقبه "الرئيس العراقي" كما يأتي على صفحات أخبار الخليج لا يخدم القضية القومية العربية لأنه يأتي في خانة الدفاع عن الرئيس العراقي...
ولتنوير الشارع العربي والبحريني بما يحاول أعداء هذه الأمة أن يمارسوه من سياسات الظلام والتجهيل لعقول أبنائها، ننشر في هذا الصدد المعلومة التي غُيّبت عن الإعلام بشكل عام... وهي: إن كل التشريعات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة تؤكّد بإن صدام حسين لا يزال هو الرئيس الشرعي للعراق لأنه أسقط بواسطة الغازي والمحتل، الذي جاء من وراء المحيط لتغيير هذا النظام وتدمير العراق فقط، ولم يتم إسقاطه بواسطة شعبه... فإذا كان سعادة السفير الإيراني يملك أية وثيقة دولية أو نصوص في قانون الأمم المتحدة تقول عكس هذا الكلام، فلينشره في وسائل الإعلام، وسوف نعمل نحن على نشره على الصفحة الأولى في "أخبار الخليج"...
لقد قامت الحرب على العراق في 19 مارس/آذار 2003 بدون أي سند قانوني أو شرعي، دولي أو إقليمي أو وطني، وبدأ الإحتلال الإنجلوأمريكي للعراق في 9 أبريل/نيسان 2003، وتم الإعلان عن أسر الرئيس العراقي صدام حسين في 14 ديسمبر/كانون أول 2003 بواسطة القوات الأمريكية التي قتلت خلال عام واحد من بداية غزو العراق 200 ألف مدني عراقي حسب تقرير معهد جون هوبكنز للدراسات... فهل يملك سفير إيران أية مواثيق أو قوانين دولية تعطي الشرعية لكل ذلك العمل الهمجي وغير الحضاري؟، أم إنه عندما يصل الأمر إلى قضايانا المصيرية والسيادة والكرامة العربية، يتحوّل العالم المتحضّر (Civilized) إلى شرائع قانون الغاب وعصر القوة ومبدأ الحياة للأقوى فقط، وتُلغى شرائع وأعراف المدنية (Civilization) المعاصرة التي يتشدٌق بها الغربيون...
إذن بموجب كل الشرائع، يعد غزو وإحتلال العراق باطل، وبناءاً عليه فكل ما جاء به هذا الإحتلال باطل... من الحاكم الأول العسكري (جي جارنر)، والثاني المدني (بول بريمر)، اللذين نُصِبا لقيادة العراق، وأسر الرئيس الشرعي للعراق، ومجلس الحكم الانتقالي الذي ضم 25 حاكماً للعراق، ونقل السيادة المزيفة لحكومة موالية للاحتلال في 28 يناير/كانون الثاني 2005، والانتخابات التي تمت تحت حراب الاحتلال في 30 يناير 2005، والحكومة المؤقتة التي خرجت بعد مخاض طائفي وأثني عسير بعد أشهر من الانتخابات، إلى مهزلة الاستفتاء على الدستور في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2005، الذي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية عن نتائجه قبل أن يجمعوا صناديق الإقتراع للفرز، بموجب إن الرب يكلّم رئيسهم ويرسم له خريطة الطريق لغزو العالم، فلا بد أيضاً إن ذلك الرب كشف لهم الغيب في نتائج ذلك الاستفتاء لتؤكد الوزيرة نجاح الدستور بموافقة أغلبية الشعب العراقي، وإن 62% الذين صوتوا (رغم كذب المعلومة) جاءت أصواتهم بالموافقة على ذلك الدستور الأمريكي للعراق المقسّم والمفتت...
لذلك نتساءل، لماذا يتجاهل سعادة السفير الإيراني هذه المعلومات التي لا يمكن أن ينكر صحتها أي طرف؟!، وياترى ما هو حجم المصالح التي حققتها الجارة المسلمة إيران من هذا الإحتلال، مما دفع سعادة السفير الإيراني للدفاع عن الأكاذيب التي يستند إليها الشيطان الأكبر في ضرب مصالح المسلمين وزعزعة أمنهم واستقرارهم ونهب ثرواتهم؟... وفي أي خندق تقف قيادة الثورة الإسلامية في إيران، مع الغزو والإحتلال الإنجلوأمريكي للعراق المسلم، بدعوى إنه خلصّهم من النظام البعثي الصدامي،أم ضده؟.
وأخيراً، يا ترى، لماذا يمارس سعادة السفير الإيراني في البحرين كل هذا التحريض ضد أخبار الخليج؟