كان للدكتور مهدي المنجرة رأي في حروب القرن الماضي، التي بدأت في منطقتنا العربية بالتحديد منذ بداية «عهد ما بعد الاستعمار»، فأطلق عليها مسمى «الحرب الحضارية الأولى» ... أما حروب القرن الواحد والعشرين فوصفها بالحرب الحضارية الثانية وبأنها ستكون بداية نهاية هيمنة القطب الواحد على النظام الدولي. («الحرب الحضارية الأولى»، الدار البيضاء - المغرب 1991).

كان للدكتور مهدي المنجرة رأي في حروب القرن الماضي، التي بدأت في منطقتنا العربية بالتحديد منذ بداية «عهد ما بعد الاستعمار»، فأطلق عليها مسمى «الحرب الحضارية الأولى» ... أما حروب القرن الواحد والعشرين فوصفها بالحرب الحضارية الثانية وبأنها ستكون بداية نهاية هيمنة القطب الواحد على النظام الدولي. («الحرب الحضارية الأولى»، الدار البيضاء - المغرب 1991).
وأكد الدكتور المنجرة، عالم الدراسات المستقبلية، أن العالم الثالث سيكون مسرح تلك الحرب الحضارية، وأنها نتيجة حتمية لاختلال موازين العدالة والقيم الإنسانية ما بين الشمال والجنوب، ونتيجة لهيمنة منطق القوة عوضًا عن منطق الحوار بين الشعوب والأمم، ونتيجة حتمية لسياسات دول الشمال في الإصرار على أهدافها ومآربها «نظير امتصاص دماء الضعفاء» الذين يعانون ويلات الحروب بمختلف أشكالها، إضافة إلى الحرب الاقتصادية الشعواء التي تحاصر بها دول الشمال كل دول الجنوب.

افتتح منتدى أصيلة الثقافي موسمه هذا العام (يونيو 2019) بحوار رفيع المستوى لمناقشة «عبء الديمقراطية»، كما يفكر فيه عدد من المفكرين والمثقفين العرب والأجانب في مساحة واسعة من الحرية والحوار المفتوح، لما للموضوع من أهمية كبرى في ماضي وحاضر ومستقبل العرب... والمقال البحثي المنشور هنا يتناول الأفكار الرئيسية التي طرحتها في هذا الحوار الفكري الرفيع المستوى. (ملاحظة: جميع الهوامش المرجعية لهذا البحث متوافرة مع النص الأصلي للمحاضرة، لدى الكاتبة، والذي سيكون جزءا من كتاب قادم).
يؤكد عالم الاجتماع الإسباني مانويل كاستلز (Manuel Castells)، في كتابه «سلطة الاتصال»، الذي صدرت نسخته الأولى سنة 2009، أن «هناك درجات متفاوتة من الديمقراطية، ويتعين وضع معايير لتعريف الديمقراطية داخل السياق الملائم، لأن التنوع العالمي للثقافات السياسية لا يجب أن يقتصر على الأفكار الأصلية لليبرالية التي ظهرت في القرن الثامن عشر».(انتهى الاقتباس)

إن القاعدة الذهبية لسياسات القوى الدولية هي: «إظهار النزاهة والاستقامة، وإضمار الغدر والخداع ونية التلاعب بالأمم والشعوب»... مايلز كوبلاند «لعبة الأمم، اللا أخلاقية في سياسات القوة» 1969 (The Game of Nations/ Immorality of Power Politics). 
في 9 أبريل 2003, يوم دخول القوات الأمريكية إلى بغداد واحتلال العراق، خرج الدكتور محمد الدوري (آخر سفير وممثل لحكومة العراق الوطنية في الأمم المتحدة) من مبنى الأمم المتحدة يلحقه الصحفيون بأسئلتهم؛ وعند باب سيارته واجههم معلنًا جملته الشهيرة «انتهت اللعبة (game over)» وغادر من غير عودة، ودخل العراق في مرحلة التدمير المنظم منذ تلك الساعة.