لقد أثبتت أحداث المنطقة منذ عام 2010 جميع التوقعات التي قمنا برصدها وتحليلها ونشرها في مقالات متتالية في صحيفتنا هذه (أخبار الخليج البحرينية) بدءًا من تاريخ احتلال العراق... هذا الاحتلال الذي أثبت بكل وضوح تفاصيل «مشروع الشرق الأوسط الجديد» القائم على مرتكزات الفوضى الدموية وسلاح الإرهاب والطائفية والحرب بالوكالة... وبناء عليه ارتأينا إعادة نشر بعض المقالات البحثية التحليلية التي سبق نشرها في ذلك الوقت، والتي تستحق التذكير بها لأهميتها وتطابقها مع الأحداث الراهنة.

لطالما كانت الخصال الإنسانية الحميدة من أساسيات تربيتنا العربية في البيت والمدرسة وفي السوق والشارع...
والوفاء هو أحد أهم تلك الخصال التي من دونها يفقد الإنسان جزءا كبيرا من إنسانيته ويتحول إلى ماكينة وأداة تشتغلٌّ وتَستغِل وتُستَغَل...
بالوفاء يكون الإنسان إنساناً، ومن دونه يكون كائناً حياً أجوفاً فاقداً الكثير من المشاعر النبيلة والحس العاطفي الذي يُشبع غريزة إنسانيته...

اعتقدنا بأننا كعرب، بعد كل سنوات الاستعمار الطويلة، منذ ما قبل وبعد اتفاقية سايكس بيكو، واحتلال فلسطين، اعتقدنا بأننا «خير أمة» فهمت الاستعمار الغربي وعقليته المراوغة، وخطابه الكاذب، وقوانينه المجحفة، وسياساته الظالمة في بلادنا وفي مختلف بلاد العالم الثالث؛ إلا أنه يجب أن نعترف بأن أحداث القرن الواحد والعشرين، ونحن لا نزال في عقده الثاني، تثبت كل يوم بأننا مازلنا لم نفهم هذا الاستعمار الذي يتطور توحشًا في ممارساته وخبثًا في خطابه... هذا الاستعمار الذي نجح في شيطنتنا حتى أصبحنا نقول عن أنفسنا «نعم نحن إرهابيون ونستحق العقاب»، فاستسلم الغالبية منا لمشروع التقسيم والتفتيت للخلاص من العقاب والبطش الدموي.

يعد موضوع المرأة العربية أحد المرتكزات المستخدمة في تشويه صورة العرب الحضارية عبر التاريخ، وكثر استخدامه بتطرف مع بدء تنفيذ مشروع التغيير الجيواستراتيجي القسري الدموي في الشرق الأوسط، الذي تزامن مع بداية الألفية الجديدة، ليصبح أحد المواضيع الأكثر تطرفًا وخطرًا للتأكيد على ادعاءات لاديمقراطية العرب وعدم التزامهم بمبادئ حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة.