نشرت صحيفة "أخبار الخليج" في عدد يوم السبت 3 سبتمبر 2009 حديثا دار في المجلس الرمضاني للسفارة السعودية، لدى مملكة البحرين، وكان الأستاذ أنور عبد الرحمن، رئيس تحرير "أخبار الخليج" بناقش في هذا الحوار دور الملالي في اختطاف الثورة الإيرانية التي اشعلها الليبراليون في عام 1977-1978، وكيف تسلم الخميني هذه الثورة على طبق من ذهب ليصبح قائدها ويبدأ بعد ذلك مسلسلاً طويلاً لتصفية واغتيال قادة الثورة الحقيقيين الذين شارك بعضهم في السلطة في البداية، وتمكّن البعض الآخر من الهروب واللجوء إلى المنفي قبل وصول أيادي الغدر إليه.
والجدير بالذكر هنا أن الدكتور أبوالحسن بني صدر، مفكر الثورة كما وصفه الخميني، وأول رئيس للجمهورية الإسلامية، كان من بين أوائل الفارين من جحيم الاغتيالات ... وقد ذكر الإعلام حينها أن بني صدر، رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، هرب متنكراً في ملابس النساء كي يضمن سلامته، إشارة إلى قسوة الملاحقة التي تعرّض لها بهدف اغتياله.
بعد مضي ما يقرب من عشرين عاماً على تلك الأحداث وهرب رئيس الجمهورية، كتب الدكتور بني صدر مذكراته، باللغة الفرنسية، وسرد فيها الكثير من تفاصيل الثورة وما بعدها، وناقش صاحب الكتاب بعض ما جاء فيه عبر الصحافة والفضائيات . .

 

لربما لو كانت هذه الثورة والجمهورية ملتزمتين بحجمها الطبيعي، ودورهما الدنيوي، ولم تأخذا هذا البعد الإلهي والدور التبشيري الديني السياسي خارج حدودهما لما كان الشأن الإيراني من اهتماماتنا . . ولكن بكل ما تدّعيانه من أبعاد ميتافيزيقية، وما تمارسانه من أدوار ثيوقراطية تبشيرية ( تصديرية ) في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فإن الاهتمام بالشأن الإيراني، وتنوير الرأي العام بالحجم والبعد والدور الحقيقي لهذا النظام الذي يديره رجال دين، يعدان من صميم أدوارنا كإعلام عربي وسياسة إقليمية . . ومن هذا المنطلق نتابع أحداث إيران اليوم و أمس وغداً...

يقترب المجتمع البحريني، بخطوات جديدة نحو نهاية العشرية الأولى في بدر المشروع الإسلامي الذي جاء به جلالة الملك بمبادرة تحمل معاني ودلالات كثيرة .. أهمها هو تفعيل الإرادة السياسية لوضع مملكة البحرين من الأطر الدولية والقانونية السليمة على المستوى الخارجي، والخروج بالهيكل السياسي الداخلي من دائرة النظم السياسية، التي لم تعد تناسب العصر في الألفية الثالثة بعد الميلاد، إلى مصاف الديمقراطيات والمشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي ..