ما هو المجتمع؟

تقدم أن الإنسان لا يمكن إلا أن يعيش ضمن المجتمع ليتفاعل معه في مجال حياته التربوية فلنعرف ما هو المجتمع ضمن سباقات التعريف له من قبل العلماء فقالوا:
أ - المجتمع هو مجموعة منتظمة من الناس تتبع أسلوبا معينا في الحياة.
ب - المجتمع هو الإطار العام الذي يوجه العلاقات التي تقوم بين الأفراد أو الجماعات المنطوية تحت هذا الإطار.
ج - المجتمع هو مجموعة الأفراد التي تعيش في بيئة محددة وتترابط مع بعضها من خلال مؤسسات تنظم علاقاتها وتخدم حاجاتها القائمة المنتظرة ويتشكل لدى هذه الجماعة تراث ثقافي مشترك يجعلهم يحسون بالانتماء المباشر إلى بعضهم بعضا والولاء لمجتمعهم.

نعرف من هذا كله أن المجتمع هو جماعة من الناس يعيشون ضمن ارتباط واتصال فيما بينهم، تجمعهم لغة مشتركة وتوجه سلوكهم ثقافة مشتركة وخصوصيات ثقافية مميزة، تسود هذا المجتمع أنماط من التفاعل الاجتماعي المستمر تكون مصالح الأفراد فيه متداخلة ويستمر التفاعل بطريقة تحافظ على تماسك كيان المجتمع وكلما تقدم هذا المجتمع ازدادت النظم والمؤسسات المختلفة التي تجعل حياة الناس في هذا المجتمع تتجه نحو بلورة حضارية معينة.
لا يعلم مما تقدم أن المجتمع مجرد تجميع آلي للأفراد، بل هو بما هو كل عضوي موحد، له جذور ضاربة في الماضي، ويتطور نحو المستقبل وفقا لقواعد ذاتية تحكم تطوره بفعل العناصر المؤتلفة منه والمتمثلة في الظروف الفيزيقية بما فيها الموقع الجغرافي، والظروف التاريخية، وطبيعة الثقافة السائدة والأفراد والجماعات والمؤسسات التي يشكلونها والعلاقات والنظم التي تنشأ فيه، فتعطيه صورة بنائية تتجاوز البناء الواقعي للمجتمع الذي ينشأ من مجرد تجميع عناصره.
قال علماء الاجتماع ان البناء الاجتماعي يعكس العلاقات بين الأدوار، والمراكز الاجتماعية، فما هي الأدوار؟ وما هي المراكز؟
* الدور: هو السلوك المتوقع من الفرد القيام به بحكم مركزه.
* المركز: هو مكانة الفرد في التنظيم الاجتماعي في ضوء الأدوار التي يكون مؤهلا للقيام بها.
كيف تحدد الأدوار والمراكز؟
تحدد في ضوء الأنظمة والمؤسسات التي تنشأ في المجتمع فيمارس الناس أنماط السلوك المختلفة التي يقومون بها بحكم قواعد وقيم المؤسسة والتنظيم التابعين له.
ما هي النظم الاجتماعية المرجعية؟
1 - النظام الأسري 
الأسرة أول أشكال الحياة المجتمعية، وتقوم على نسق القرابة أي على ارتباط أفراد الأسرة بعلاقات اجتماعية بحكم روابط الدم.
هذا النظام دخلت عليه تعديلات كثيرة بالانتقال من نظام الأسرة الكبيرة إلى النووية.
ما هي الأسرة الكبيرة؟
تضم الجد والجدة والولد وزوجته وأبناءه، وتضم الأعمام والعمات كذلك.
ما هي الأسرة النووية؟
هي التي تضم الزوج والزوجة والأبناء فقط.
هذا الانتقال من الأسرة الكبيرة إلى النووية شكل عدم الاستقرار الذي يسود حياة الأسر الحالية لأنه ضيق دائرة الأسرة وحجّمها فلم يصبح الطفل يشعر بجمالية الحياة الواسعة الأطراف لا يعرف أعمامه وأخواله.
ولكن يبقى هذا النظام الأسري محددا للعلاقات بين أفرادها موضحا لحقوق كل منهم وواجباته وهاديا لأمور الزواج وإدارة شؤون المنزل، وحضانة الأطفال وتربيتهم، والطلاق، والميراث، وما إلى ذلك.
وقد وضع الإسلام نظاما شاملا للأسرة، وجعلها نواة الحياة الاجتماعية فلولا هي لما بني المجتمع.
وجعل الزواج عبادة أول مرة في تاريخ الأديان، والعقد رباطا مقدسا وميثاقا غليظا وله حصانة ذات أهمية قوية بحيث وضعت ازاءه قوانين صارمة.
وجعل إدارة المنزل بيد الزوجة لا على وجه الإلزام، وجعل إدارة الخارج بيد الرجل كما أمر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فاطمة وعليا بذلك، وجعل التكاليف بعاتق الزوج.
وجعل حضانة الأطفال للأم وللأب، وجعل الأم أولى وأقدم بإرضاع ولدها، وألزم الزوج بثمن اللبن، ولا يسقط حق الأم إلا . . . فترضع له أخرى.
وجعل الطلاق مبغوضا إلا للضرورة، وراعي حق الزوجة فيه أكثر من الرجل كما في عدة الطلاق الرجعي وجعل الميراث وفق الطبيعة البشرية .
(يتبع)


كلمات دالة: