المرأة وأسس الديمقراطية 2/2

إن المطالبة بتكافؤ الفرص على جميع المستويات بدون تمييز للنوع الاجتماعي هو مطلب شرعي يعزز الشعور بالمواطنة الحقيقية ويدفع المرأة لأخذ دورها الحقيقي في مسيرة التنمية الشاملة كشريك رئيسي وليس كأجير يعمل .... والآخرون يستثمرون الأرباح.
كما أن من أجل حصول المرأة على حقها في المشاركة السياسية الكاملة قبل البدء في إقصائها سراً أو علناً، يجب العمل على تعزيز دورها

الاجتماعي بمبادرات فاعلة ومقنعة للحصول على الإجماع الشعبي وإقناع الرأي العام باستحقاقها للوصول إلى الواجهة السياسية. وإذ إن حق المشاركة السياسية يفرض ولا يطلب، لذا يجب أن يتم فرض حق المرأة في المشاركة السياسية بالعمل الميداني وإثبات كفاءتها وجدارتها العلمية والعملية.
على المرأة البحرينية أن تعرف ماذا تريد، ومن أين تبدأ، وكيف تعمل بالضبط في هذه المرحلة، وما هي الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها وأن تقوم إلى هدفها بإرادتها وبقدرتها الشخصية.
ولكي تكسب المرأة الرأي العام الشعبي يجب أن تكون هي مقتنعة بقضيتها وبحقوقها الكاملة كما عليها الارتفاع بقدراتها في مجال ممارسة العمل السياسي والبدء بتسييس خطابها العام .
لذلك تتطلب المرحلة الحالية أن تتكاتبف المرأة البحرينية بتوحيد جهودها في استراتيجية واضحة الخطوط والمعالم والأهداف تنفذ من خلال برامج وأساليب فعالة ضمن مؤسسة متينة متفق عليها وثابتة الأركان وواضحة المعالم ترفع شعاراً عصرياً يتفق مع التراث الحضاري القومي للمرأة العربية وشخصيتها المستقلة . إن تجمع النساء في اتحادات نسائية قوية لها استقلاليتها ومصداقيتها ، ممثلة لهم ومعبرة عن آراءهم ومطالبهم في جميع مناطقهم وأماكن تواجدهم ، وبعيدة عن الاستحقاقات السياسية ، وعن التبعية للمؤسسة الذكورية، وعن الشخصنة، وعن انتسابها لجماعات وشخصيات تطمح لمصالح ذاتية، سوف يشكل أكبر نصير للمرأة والقوة الدافعة في سبيل الحصول على قرارات تسند أدوارها. من خلال هذه الاتحادات تتحد الجهود في إيصال أصوات النساء دفاعاً عن حقوقهم وحماية لمكتسباتهم.
ويأتي دور الجمعيات السياسية (الأحزاب السياسية مستقبلاً) والمنظمات الأهلية في تشجيع المرأة بالمشاركة من خلال العمل التطوعي ، الذي ساهمت فيه منذ عهد طويل، لتأهيلها سياسياً بالتدريب والمعرفة والعمل الميداني لأخذ مواقع متقدمة في هذا المجال وكسب اقتناع الرأي العام الشعبي بجدارتها وأهمية دورها. كما يأتي دور هذه المؤسسات في وضع الآليات الضرورية التي يمكن أن تدفع بالمرأة في قوائم الانتخابات وتأكيد فوزها بعدد لا بأس به من المقاعد لتعزيز حضورها سواء في البرلمان أو المجالس البلدية أو أية مجالس منتخبة أخرى.
وأخيراً نخلص إلى أنه لا يمكن أن يكون للمرأة دور متقدم في العمل السياسي والنقابي الذي كانت مغيبة عنه لفترة طويلة من الزمن بدون أولاً: إيمان المرأة نفسها بقضيتها وأهمية ممارسة دورها كمواطنة لها كامل الحقوق والواجبات والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في جميع المواقع، ثانياً: كسب الرأي العام الشعبي من خلال رفع مستوى وعيها وثقافتها والعمل الميداني الجاد، ثالثاً: حماية دورها هذا بالنصوص القانونية في أي قانون انتخابات يتم وضعه مستقبلاً، رابعاً: قيام اتحاد نسائي عام يضم في عضويته جميع نساء البحرين بدون شرط أو تمييز من أجل توحيد جهودها في عمل مؤسساتي عصري لوضع اللبنات الأساسية في سبيل ترسيخ دورها نحو مجتمع ديمقراطي عصري.


كلمات دالة: