حقوق المرأة الأساسية في ظل التنمية والجندر 1/2

شاع مصطلح الجندر وأصبح أكثر تردداً خلال العقدين الأخيرين في المؤتمرات الدولية وفي أوساط المتخصصين في العلوم الاجتماعية في معظم أنحاء العالم، كما أصبح استخدامه وتعريفه وتفسير مفهومه مهماً في المؤسسات المعنية بقضايا التنمية الشاملة.
الجندر (gender) مصطلح غربي لا يزال مضمونه الاجتماعي غير واضح حتى عند القارئ الغربي العادي. أما في العالم العربي فإن معظم الجهود انصبت على الترجمة الحرفية للمصطلح مما سبب الكثير من الجدل حوله في مؤتمر بيجين لما لهذه الترجمة الحرفية من ايحاءات وتداعيات باللغة العربية.


تم ترجمة مصطلح gender بواسطة بعض المختصين في العلوم الاجتماعية إلى (التمايز الاجتماعي للجنسين) تعبيراً عن مضمونه وايحاءاته في العلوم الاجتماعية الغربية. كما تم تعريفه بواسطة صندوق الأمم المتحدة للسكان كتسمية للأدوار والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل ، وهذا يعني الصورة التي ينظر بها المجتمع للنساء والرجال والأسلوب الذي يتوقعه هذا المجتمع في تفكيرهم وتصرفاتهم والذي يرجع أصلاً إلى أسلوب تنظيم المجتمع وليس إلى الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة، وهو ما عبرت عنه الدكتورة ميسون ملك في شرحها اللغوي للمصطلح على إنه يعبر عن المواصفات الحضارية أو الاجتماعية لكل جنس من الجنسين في زمن ما ومكان ما وإن هذه المواصفات ليست نتاجاً طبيعياً للصفات البيولوجية لأي منهما وإنما هي نتاج الأدوار الاجتماعية/الحضارية التي تمت صياغتها وهيكلتها من خلال عوامل تاريخية وحضارية واقتصادية وأيديولوجية وأثنية.
المظهر البيولوجي يميز جنس الفرد سواء كان إمرأة أو رجلاً بالإضافة إلى تمييز الدور البيولوجي الأساسي للمرأة في قدرتها على الحمل والإنجاب والأدوار البيولوجية الخاصة بالرجل ، وإن هذا الاختلاف بين الجنسين أمر إلهي وطبيعي ولكن أثبتت البحوث بأن الأدوار الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة غير مبنية على هذا الأساس البيولوجي فقط وإلا لكانت متشابهة بين كل البشر في مختلف المجتمعات، ولكن إذا استثنينا دور الحمل والإنجاب والإخصاب هناك بعض المهمات التي تناسب الرجل حسب تكوينه الجسدي في مجتمع ما يمكن تقبله في مجتمع آخر كمهمة تؤديها المرأة والعكس صحيح، هذا هو الدور الجندري الذي يميز بين الدور الانتاجي والدور البيولوجي للمرأة والرجل، أي بمعنى أن لكل من المرأة والرجل أدواراً بيولوجية ثابتة لا تتغير وإنما لكل منهما أدواراً مجتمعية غير ثابتة وقابلة للتغيير من خلال التطور الطبيعي للمجتمعات أو من خلال التدخلات التي تهدف إلى تغيير أنماط سلوكية أو حضارية ما.
إذن الجندر يعني إن الأدوار المحددة اجتماعياً للرجل والمرأة يمكن أن تختلف حتى داخل المجتمع الواحد وإنها يمكن أن تميل إلى الاختلاف مع مرور الوقت. كما إن العلاقة بين الرجل والمرأة في أي مجتمع يمكن أن تتأثر بعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية.


كلمات دالة: