تأثير المفاهيم الثقافية المجتمعية في رسم دور المرأة في المجتمع 2/4

يمكن أن نعرّف البنية الثقافية للمجتمع البحريني على أنها: عبارة عن منظومة من المعتقدات الدينية المتمثلة في الدين الإسلامي بمذاهبه المختلفة، والأعراف والتقاليد المتمثلة في العشائرية والقبلية، ومجموعة من الأفكار والاتجاهات السياسية المتمثلة في التيارات

السياسية المختلفة (القومية واليسارية والليبرالية والإسلامية) وبعض الاتجاهات الثقافية المتأثرة بمجموعة من الأفكار العلمية والفلسفية المعاصرة ، إضافة إلى بعض المفاهيم الذاتية والإستهلاكية المتمثلة في المصالح الخاصة بالفرد وقيمه في إطار ما يحقق أغراضه وأهدافه.
ونظراً لإختلاف الأصول السكانية لهذا المجتمع، تحاول كل فئة أن تتفرد بثقافتها ضمن أطر خاصة تخرج بها عن الإجماع كي تتميز في شكلها ودورها، ولكن السمة المشتركة بين هذه الفئات السكانية جميعها هي السمة السائدة بشكل عام في المجتمع العربي بدءاً بالأبوية والسلطوية انتهاءاً بالعشائرية والقبلية وجميع المفردات الأخرى التي تكرس الدور الأبوي والسلطوي في المجتمع.
ضمن هذه السمة المتأصلة في منظومة البنية الثقافية البحرينية والعربية والمتجذرة في أعماق المجتمع تم تكريس مفاهيم خاصة ومعقدة وتصل أحياناً لمفاهيم ما قبل الإسلام في تربية المرأة، التي تختلف بكل معاييرها عن تربية الرجل، لوضع المرأة ضمن ضوابط الحلال والحرام والعيب والعقاب والثواب، مما يصعب عليها الخروج منها حتى لو شاءت هي ذلك، ومما كان سبباً في تدني وعي المرأة نفسها بحقوقها وسبل الدفاع عنها وممارستها.
وضمن هذه النزعة الأبوية والسلطوية أصبحت المرأة أكثر فئات المجتمع ضعفاً وأكثرها تهميشاً في عملية التنمية الإنسانية العربية، مما كان له التأثير الكبير على عدم كفاءة العملية التنموية في العالم العربي بشكل عام حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002.
هذا ما يدفعنا لدعوة المرأة البحرينية للبحث بعمق في شأنها ووضعها في المجتمع ، وأن تتسلح باكتساب المزيد من المعرفة والكفاءة ، لتحفر في ذاكرة المجتمع قبول عام لوجودها ودورها في عملية المشاركة السياسية للوصول لمواقع صنع القرار، وأن تقنع أختها المرأة بأن حقوقها وواجباتها غير مقتصرة على ما تم رسمه لها لتحديدها في إطار وقالب نمطي ، فهل يمكن تحقيق النجاح المطلوب في هذا المجال بدون مشاركة الرجل لها ؟


كلمات دالة: