سميرة رجب تبعث بمقال إلى نيويورك تايمز ردا على نبيل رجب فينشرون أجزاء منه في البريد !!

أرسلت هذا المقال الى صحيفة النيويورك تايمز للنشر، ردا على مقال نبيل رجب، ولكنهم نشروا أجزاء مقتطعة منه في صفحة ملاحظات القرّاء، وليس كمقال، مما يخالف كل الأعراف المهنية وحرية التعبير عن الرأي.

فخامة الرئيس باراك اوباما.. لقد ارسل إليكم المواطن البحريني نبيل رجب رسالة في 9 ابريل 2015 على صفحات النيويورك تايمز، وأرجو ان تسمح النيويورك تايمز بنشر رسالتي هذه إليكم، ردا على الرسالة الاولى، احتراما لأهم مبادئ وقيم حرية التعبير عن الرأي، وهو العدالة في ممارسات حرية التعبير وحق الرد. أنا، سميرة رجب، ابنة عم نبيل رجب، مواطنة بحرينية، أمارس كامل حقوقي كإنسان ومواطن وامرأة، وطوال سنوات عمري الطويلة لم ألق أي نوع من أنواع التمييز السلبي في بلادي.
أنا كاتبة صحفية ليبرالية، كتبت في جميع مجالات العمل الصحفي، وأهمها عمود الرأي، ولم ألق يوما أي قيد على حريتي الصحفية من السلطات الرسمية في البحرين، رغم تنوع مواقفي واستقلاليتي، وإنما وقعت تحت تهديد الارهاب الفكري بشكل قاس جدا من جماعات الاسلام السياسي الراديكالية، عندما عبرت عن رأيي الرافض لسلطة رجال الدين في العمل السياسي، وانعكاس تلك السلطة على الحد من الحريات وحقوق الانسان عموما... ومازال هذا الارهاب يهدد حياتي كل يوم، ورغم ذلك لم أجد في بلادي ناشطا حقوقيا واحدا يدافع عن حقي في حرية التعبير عن الرأي، بمن فيهم نبيل رجب، لأن النشطاء يعملون ضد الدولة فقط، ويحمون أيديولوجيات ولاية الفقيه السياسية في بلادي... كما لم ينطق نبيل رجب بكلمة واحدة دفاعا عن حقوق المرأة الشيعية في البحرين عندما رفض أتباع الولي الفقيه قانون الأحوال الشخصية الذي ناقشه البرلمان البحريني، واعترضت عليه كتلة الوفاق الشيعية البرلمانية عام 2008، ولهذا السبب تعيش هذه المرأة في البحرين بدون قانون مدني يحمي حقوقها الشرعية والعائلية.
السيد الرئيس..
كان لا بد من تلك المقدمة للتعريف بنفسي، قبل الرد على رسالة نبيل رجب إليكم، لما تضمنته من افتراءات ضد بلادي، مملكة البحرين... علما بأنني تدرجت في عدة مناصب خلال السنوات العشر الاخيرة، كعضو في مجلس الشورى، ووزير للإعلام، وأخيرا أنا المبعوث الخاص للديوان الملكي بدرجة وزير، وقد نلت جميع هذه الدرجات بكفاءتي، ضمن سياسة تكافؤ الفرص التي تعودنا عليها في بلادنا.
الرئيس أوباما..
البحرين مملكة دستورية متحضرة، ومجتمع تعددي، لطالما هي متميزة بحضاراتها وانفتاحها الثقافي ورقيها الاجتماعي وبالتعايش المثالي بين جميع فئاتها العرقية والدينية... ولطالما كان الأمن من أهم سمات مجتمعنا البحريني، لما يتمتع به البحرينيون من صفات السلام والتسامح... إلا ان هذه الصورة الجميلة بدأت تتشوّه في السنوات الاخيرة بفعل عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين، ومن المؤسف ان فعل هؤلاء لم يعتمد على الصدق، واستهدف شيطنة البحرين، في محاولة لتحويلها الى بقعة سوداء على الخريطة، لأهداف سياسية بحتة.
فخامة الرئيس..
إن حرية التعبير عن الرأي لا تعني الفوضى، ولا تعني الحرية في ممارسة الكذب، والأخطر هو عندما يكون هذا الكذب بهدف إسقاط الدولة وزعزعة الأمن واستقرار المجتمع... ومن المؤسف ان السيد نبيل رجب مستمر في استهداف البحرين بدون وجه حق، منتهكا جميع الأُطر القانونية والدستورية، ولطالما كانت تلك الممارسات سندا ومبررا لدى بعض الشباب الصغار لتصعيد العنف والعمليات الإرهابية في البحرين، والتي راح ضحيتها، في اقل من 3 سنوات، مئات القتلى والجرحى من الشرطة ورجال الأمن من الطائفة السنية فقط، بينما لم يُقتل شرطي شيعي واحد من المنتمين الى جهاز الأمن، مما أثار تحريضا طائفيا خطيرا وكراهية طائفة كاملة لأداء من يُدعَون النشطاء الحقوقيين.
الرئيس اوباما..
إن مملكة البحرين تعمل منذ سنوات طويلة، بإصرار، على بناء دولة الديمقراطية والحريات بممارساتها ومؤسساتها، ولكن الجماعات الراديكالية المؤدلجة الخطرة، وبعض النشطاء، مستمرون في استهداف مجتمعنا بالعنف وبث الفوضى، وفرض الارهاب الفكري والجسدي... وما نأمله منكم ان تسمعوا جميع الآراء وليس رأي شخص واحد، قد لا يمثل العقلانية في مجتمعه, فالديمقراطية تحمي حقوق جميع أفراد الشعب، وليس حقوق من له القدرة على الوصول الى وسائل الإعلام فقط... كما نرجو ألا تصطفوا مع طرف من دون آخر، بعد ان تمكن الراديكاليون من تقسيم مجتمع بلادي طائفيا.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام....
سميرة رجب
كاتبة صحفية
امرأة من البحرين