العداء الأمريكي للقومية العربية

منذ بداية انعقاد المؤتمر القومي العربي الرابع عشر في صنعاء بتاريخ ۲۳ – 26 يونيو ۲۰۰۳ وحتى اليوم، تم نشر العديد من المقالات في مختلف الصحف العربية لبعض الكتاب والصحفيين العرب وكأن لسان حالهم جميعاً يريد أن ينطق ويقول بأننا يجب أن نعمل بالتزام كامل مع السياسة الأمريكية في المنطقة وأن نكون ملتزمين بالإرادة السياسية الأمريكية في قرارها حول انهاء كل ما له علاقة بالقومية العربية والفكر القومي والقوميين، وإن هذا النوع من المؤتمرات التي يمكن أن تهيئ جواً ثقافياً معادياً للسياسة الأمريكية يجب أن تلغي لأن هؤلاء القوميين يحملون فكراً قديماً لا يساير العصر، وإنهم لا يزالون يفكرون بعقول مؤدلجة بأيديولوجيات قومية لم تنفع الأمة وإنما جلبت لها الكثير من المصائب.


قبل الرد على هذا الطرح الذي لا يمكن أن يطرح إلا من قبل أشخاص مؤدلجين بالفكر الاستعماري لمصالح طائفية أو مادية وذاتية معينة، وبصفتي أحد أعضاء هذا المؤتمر وتشرفت بحضور دورته الرابعة عشرة في صنعاء، أؤكد بإن أكثر من 60٪ مما جاء في هذه الكتابات والمقالات، حتى الآن، بخصوص وقائع وأحداث ذلك المؤتمر الذي لم يجانب الحقيقية، بل يمكن أن أقول إنها كانت كذبا، وإن تلك المعلومات تمت المبالغة بها لكي يتمكنوا من إقناع القراء بمصداقية كلامهم وطرحهم، لذلك يجب التحقيق في أهداف تلك الكتابات والتصدي لها لأنها بكل وضوح جاءت تحت مظلة ورعاية أمريكية.
أما ما تم تنسيبه للفكر القومي العربي والدور القوميين العرب في تاريخ هذه الأمة، فيجب أن نكون على ثقة بأنه لولا هذا الفكر وهؤلاء الأفراد، على مدار أكثر من نصف قرن، لكانت الأمة العربية قد فقدت تاريخها وتماسك حواضرها وآمالها وأهدافها التي لا زالت ترفع من معنويات أبنائها بعد كل هذه الهزائم التي تسببت بها الآلات البشرية الببغائية التي أعطت الذرائع المستمرة للتدخل الأجنبي، الشرقي والغربي، في شئوننا على مدار تاريخ التحرر العربي. إن هذه الآلات البشرية الحاقدة والتي لا يمكن إلا أن تكون دخيلة على الأمة، بحسب نظرياتهم السطحية، والمؤدلجة أيضا، تؤمن بأن العرب ما انفكوا غير قادرين على التعامل مع مجريات العصر بقواهم الذاتية، وإن الإستعمار يملك لهذه الأمة من مشاعر التعاطف والعطاء أكثر مما يملكه أبناؤها. هذا هو الطرح المؤبلج أمريكيا اليوم، والذي يحاول أن يقنع الأجيال الجديدة لهذه الأمة بأفضلية الغربي على العربي في العلم والمعرفة، والذي يخلق الذرائع المستمرة للتخلي عما نملكه من عزة وكرامة للحصول على تلك العطايا الغربية من الرفاه والعلم والتحضر ! ! ! .
هذا ما تطرحه تلك الآلات البشرية الببغائية اليوم كبديل للفكر القومي العربي ؟ ؟ ؟ .
والشكر للزميل حافظ الشيخ على إدخال هذا المصطلح (الببغائية) في قاموس المصطلح السياسي العربي.