صوت الشباب البحريني

في اتصال هاتفي من ممثلي الشباب البحريني، إستلمت أحلى كلمات الشكر والتقدير على ما كتبته عنهم، والذي إعتبروه لفتة دعم وتشجيع هم بحاجتها، بسبب ذلك التجاهل الإعلامي لأنشطتهم وجهودهم، وذلك التجاهل ومحاولة مسخ هوياتهم من قبل عالم الكبار ، والمحاولات المستمرة بالمنافسة غير الشريفة (حسب تعبيرهم) لتسييس مؤسستهم واسـتقطابها من قبل الجمعيات السياسية التي تستهدف قيادة المجتمع المدني، هذه الممارسات التي يمكن أن ندعوها بأمراض مجتمعية وسياسية ولا يبدو في الأفق القريب أن هناك محاولات جادة في المجتمع للتشافي منها.
كانت الشكوى من ذلك التجاهل الإعلامي تتلخص في أسباب رئيسية حسب ما نقلوه لي كالتالي:
1- هناك من لا يعجبه الموقف الذي يتخذه هذا الشباب البحريني من رفض معلن للسياسة الأمريكية في المنطقة، حسب ما قيل لهم علانية في إحدى الصحف المحلية، فهم لا يعلمون هل هذه سياسة الصحيفة أم هو موقف شخصي من شخص معين في هذه الصحيفة، والشخص المعين هذا كان ولا يزال يمارس سلوكيات مستهجنة وموضع استنكار من أعداد كبيرة من المتعاملين معه من داخل وخارج الصحيفة، حيث يستغل موقعه فيها استغلالاً مشيناً وعلى علم تام من قبل إدارة الصحيفة.


2- وهناك من وسائل الإعلام المهتمة بشئون الجمعيات السياسية ولا تعطي أي إهتمام لأي فئات أخرى، وهناك من يملك تمييزاً في التعامل بين الفئات المختلفة في المجتمع حسب الطائفة أو التيار السياسي أو المواقف المعلنة.
أما حديث هؤلاء الشباب عن المحاولات المستمرة لبعض الجمعيات السياسية لتسييس مؤسستهم لتصبح تابعاً لهذا التيار السياسي أو ذاك ، فلم يكن غريباً على سمعي، حيث تلك الممارسات غير العادلة والمنافسة غير الشريفة هي إحدى الوسائل السياسية القديمة التي كانت تمارسها هذه الأحزاب أثناء فترة العمل السري، ولا زالت تمارسها لأنها غير قادرة على تجاوزها وإستحداث ممارسات عصرية أكثر ذكاءاً وعلميةً منها.
وهذا ما يدعونا للحديث مرة أخرى عن عملية تسييس مؤسسات المجتمع المدني المختلفة من قبل الجمعيات السياسية، والتي تتصارع عليها هذه الجمعيات في تنافس محموم، بدءاً بالجمعيات النسائية والشبابية ومروراً بالإتحاد العمالي وانتهاءاً بتلك الجمعيات المهنية المسكينة، التي تعاني جميعها الأمرّين من هذه الممارسات التي لا زالت تمارس حسب الأسس والمفاهيم الحزبية القديمة حتى بدون الالتزام بالمعايير العلمية والسياسية المطلوبة في أداء هذه المؤسسات لأدوارها أداءاً عصرياً سليماً.
وعلى ذكر المعايير الحزبية القديمة فإننا هنا نود أن نذكر بأن هذه المعايير هي ما تدعى في المصطلحات السياسية بممارسات الحزب الواحد والحزب القائد، وممارسات الحكم الشمولي، هذه الممارسات الذي ترفضها هذه الجمعيات السياسية وتنادي بالقضاء عليها في مواقع ، وتمارسها بمسميات أخرى في مواقع أخرى.
وأنا إذ أرفع هنا صوت الشباب البحريني، أتساءل هل هناك من يستمع لهؤلاء الشباب ويدعمهم وينصفهم في تنفيذ أجندتهم الخاصة بهم ليبقوا وطنيين أحراراً في فكرهم وأسلوب عملهم، ودون محاولة تحويلهم إلى أتباع وموالين ...


كلمات دالة: