تخطيط المدن سمة حضارية - 1

يا ترى هل للطابع العمراني في بلد ما تأثير على الطابع السلوكي لأهلها؟ أم الطابع السلوكي هو الذي يعطي العمران طابعه؟
دائماً ما يتبادر إلى ذهني هذا التساؤل عندما أرى هذا الطابع العشوائي لتخطيط المدن في البحرين، وأقارنه بالطابع العشوائي في السلوك المعيشي للبحرينيين، واللذان يتفقان بإفتقادهما للتخطيط السليم والموازي لإحتياجات العائلة والمجتمع والوطن، كما يفتـقدان لأدنى إحتياجات الناس العصرية والضرورية.
وما دمنا بدأنا في الحديث عن مشاكل التخطيط في مدننا وأحيائنا في البحرين، فهناك الكثير مما يمكن بحثه حول المشاكل الظاهرة للعيان بشكل واضح، في تشكيلات ومخططات المدن، سواء في العاصمة المنامة، أو في المدن والقرى القريبة والبعيدة، والتي أصبحت البحرين منتقدة بها على الصعيد الشعبي والسياحي والاقتصادي.


هناك شيئ من الغموض لدى المواطن العادي حول الجهة الرسمية المسؤولة عن التخطيط لهذه المدن، وما هي أسس تحديد طبيعة المناطق في البحرين، أي الطبيعة التجارية والسياحية والسكنية، وعدد الأدوار السكنية المسموح ببنائها في هذا الحي أو ذاك. بجانب ذلك على المواطن أن يعرف هل هناك معايير لهذه المناطق حسب طبيعتها، وهل هذه المعايير ثابتة لهذه المناطق أم هي معايير متغيرة باستمرار، وأهمها تلك المعايير التي نراها بشكل يومي والتي تسمح بتحويل المناطق السكنية إلى تجارية، والتجارية إلى سياحية، والتداخل المستمر بين المناطق السياحية والتجارية، والتجارية والسكنية، والسكنية والتجارية والسياحية مع بعضها البعض.
هناك بعض التساؤلات التي تبحث عن الإجابة ومن حق المواطن أن يعرفها وهي:
1- لماذا لا توجد حدائق في مختلف مدن البحرين الحديثة والقديمة؟
2- لماذا يتم قتل الحدائق القديمة وتحويلها إلى أرض ترابية قاحلة؟
3- هل هناك قانون يسمح بتحويل الحدائق العامة القديمة إلى قسائم سكنية!!
4- وهل يجوز تحويل المخططات الجديدة الموضوعة للحدائق إلى قسائم سكنية قبل البدء في تشجيرها لمجرد أن يرتفع سعر الأرض في تلك المنطقة وتتحول تلك الأرض المخصصة للحديقة إلى ثروة؟؟
5- لماذا هذا الاستمرار العشوائي في تقليص المساحة الخضراء في كافة أنحاء البحرين مقابل الامتداد العمراني والإزدحام السكاني العشوائي؟
وهناك الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع.