رئيس العراق واستقرار وأمن المنطقة

ماذا يمكن أن يقال في أسر الرئيس العراقي صدام حسين على أيدي أجهزة الإستخبارات وقوات الإحتلال الأمريكية، بعد أن ألغى الإحتلال سيادة العراق ووجوده من على الكرة الأرضية؟... أي عصر هذا الذي نعيشه... ما هذا الخوف والذل والخنوع الذي يعصف بالعرب... برقيات التهنئة بمناسبة أسر قوات الإحتلال والاستخبارات الأمريكية للرئيس العراقي تتتالى من الزعماء العرب أو ممثليهم للحصول على رضا الرب في البيت الأبيض... ويكررون ما يُتلى عليهم كالببغاء، وبدون أي خجل، يكررون في ديباجة واحدة أنه كان العائق الوحيد أمام أمن واستقرار وبناء الوطن العراقي الصغير والوطن العربي الكبير... وهم عالمون خير علم إن سيادة العراق وقيادته استبيحا أمريكيا لما حققته هذه القيادة من بناء حضاري في العراق وليس لتلك الأكاذيب الملفقة والتي أصبحت مكشوفة لجميع شعوب العالم ... كما هم (الزعماء العرب) عالمون خير علم إن وجودهم مهدد في كل لحظة بنفس تلك الممارسات الأمريكية التي تمت في حق العراق وفي حق رئيس العراق الشرعي...


ما هذه الأعراف المذلة التي هي في قيد التشكيل... كيف يصبح طلب الرضا من المحتل والمستعمر عرفاً وطنياً ما دام يتم ضمناً وبمواربة... ومقاومة الإحتلال والاستعمار جرماً يستوجب المحاكمة والإعدام... كيف يصبح المتطرفون والطائفيون والجهلة زعماء وطنيون... وكيف يصبح الإرهاب الفكري والطائفي عملاً وطنياً ... وكيف يتم السماح بخيانة الأوطان وممارسات تجهيل الأمة تحت شعارات التقرب من الله والتمسك بالدين والمذهب...
ولكن هناك ما يجب أن يقال في هذه الساعات الأولى من زمن سيادة القوة وضياع الحق وتعثر شرائع القانون البشري والتعتيم وتشويه الحقائق، هو... ها قد تم الانتهاء من وجود رئيس العراق، فلنرى كيف سوف تبدأ عمليات البناء وكيف سوف يتحقق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المنكوبة... وكيف سوف تعيد الحكومات حقوق شعوبها... وكيف سوف تحقق هذه الزعامات العربية الأمن والاستقرار في المنطقة بالعدل والحق وكيف سوف تبني صروح دولها بناءً علمياً قادراً على مواجهة هذ الموج الهادر القادم على الاساطيل والدبابات الأمريكية...
ولأولئك القلة من أبناء هذه الأمة التي باعت نفسها للأجنبي أو للطائفي أو للأحقاد والضغائن وخيانة الوطن، نوجه سؤالنا، ماذا سوف تحققون من القضاء على العراق كدولة عربية قوية وغنية وعزيزة، وماذا سوف تحققون من إحتلال قلب الأمة العربية ومهادنة المحتل ... لا بل العمل معه في ترسيخ قيم الإحتلال... فلنرى كيف سوف تتحقق أسس العدالة المزعومة التي تدّعي إنصاف جميع الطوائف في العراق... فالقتل والتصفيات قد بدأت بين الطوائف هناك... ولن تقف هذه الكارثة عند حدود العراق...
ولأولئك الذين يعدون أنفسهم وطنيون غيورون، ولكنهم يرفضون مقاومة المحتل الأمريكي لأن في عرفهم إن صدام حسين يقود تلك المقاومة، نقول اليوم، ماذا تنتظرون، ها قد تم الإنتهاء من وجود صدام حسين، فهل أنتم معلنين وقوفكم في خندق المقاومة، أم إن خوفكم من غضب الرب الأمريكي ، وحساباتكم المتعثرة والوهمية في تحقيق مكاسب ذليلة بالتحالف مع الأجنبي، ضمناً، على حساب وحدة الوطن وعزته سوف لن تسمح لكم بالإعلان عن ذلك والجهر به...

كلمات دالة: