القمة الخليجية الرابعة والعشرين في الكويت- الإعلاميون والمعلومات

وصل القادة الخليجيون والوفود المرافقة لهم إلى الكويت ، ولليوم الثالث يتجمع الإعلاميون في فندق ماريوت الكويت ، دون أن يتمكنوا من أداء أي دور إعلامي حقيقي.
توجه بعض المدعوين من رؤساء التحرير إلى قصر البيان لحضور مراسم حفل جلسة افتتاح القمة الخليجية الرابعة والعشرين، كما توجه إلى هناك أيضاً بعض المصورين للقيام بمهمة التصوير فقط، ولم يعطى الصحفيون والإعلاميون فرصة الذهاب إلى هناك لعدم وجود أي دور لهم، أي لم يوفر لهم أي فرصة للاتصال مع القادة أو الوفود المرافقة لمعرفة أية معلومات، عن مضمون هذه القمة، يمكن أن ينقلها الإعلاميون للتداول على مستوى الشارع العربي قبل إعلان البيان الختامي، لذلك لا يزال التساؤل قائماً حول مضمون جدول الأعمال الذي سوف يناقش في هذه القمة، غير تلك البنود التي وردت على هذا الجدول في كل قمة سابقة، على سبيل المثال بند توحيد التعرفة الجمركية الخليجية، وبند حرية الانتقال بين دول مجلس التعاون بالهوية... إلخ ، والتي لم يتم الاتفاق النهائي عليها حتى الآن.


المكان والزمان يحملان جميع المظاهر الإعلامية. فهناك عشرات الفضائيات التلفزيونية والمصورين ووكالات الأنباء وما لا يقل عن 300 صحفي وإعلامي، إضافة إلى ما يحملونه معهم من أجهزة تصوير وتسجيل وتوثيق. ولكن هذا المكان والزمان يفتقدان المضمون الإعلامي وهو المعلومات. ورغم ما نسمع من إن هذه القمة هي قمة التحول وقمة القرارات، إلا أن هناك قصور تام في المعلومات وقصور في توفر مصادر وثيقة الصلة بالمعلومات يمكن التعامل معها.
وهذا ما يحتم علينا أن نذكر إنه مهما تكن قرارات القمة الخليجية الرابعة والعشرين، فإنها يجب أن تكون قريبة من إرادة شعوب المنطقة، ولا يمكن معرفة هذه الإرادة دون استخدام الإعلام بشكل علمي وسليم في استشراف إرادة الشعوب، ذلك الاستشراف الذي عادة ما يتم من خلال تسريب المعلومات إلى الشارع والإطلاع على ردود الأفعال، ويعد هذا أحد أهم أدوار الإعلام عندما يتم استخدامه كمنظومة متكاملة.
إننا نتمنى أن نقرأ غداً بياناً ختامياً لهذه القمة يتضمن من القرارات ما يلبي طموحات شعوب المنطقة، وأن يكون خالياً من تلك النصوص المتكررة في القمم السابقة، كما نتمنى أن يكون قادتنا على مستوى استشراف مستقبل المنطقة الذي تعيش في أخطر منعطف تاريخي وسياسي بعد دخولها في مرحلة استعمارية احتلالية جديدة، مع كل ما تحمله هذه المرحلة من استراتيجيات تفتيتية تهيئ للمستعمر السيطرة الكاملة على ما تبقى من ثروات المنطقة.


كلمات دالة: