القمة الخليجية الرابعة والعشرين في الكويت- في انتظار البيان الختامي

يبدو إن تغطيتي الإعلامية لهذا الحدث الخليجي والعربي الهام قد تحولت إلى يوميات إعلامية، من حيث لا أقصد ، ولكن مجريات العمل اليومي سار بنا على هذا الدرب، أولاً لعدم وجود مادة إعلامية خاصة بهذه القمة في متناول الإعلام والإعلاميين، رغم انعقادها في أكثر الفترات خطورة بالنسبة إلى جميع دول المنطقة بدون استثناء ، وثانياً لأهمية نقل الصورة الواقعية لمجريات انعقاد هذه القمة، إلى المواطن الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام، لما لذلك من أهمية معرفية بحاجة للنقد والمراجعة للتغلب على رؤيتنا لأنفسنا، فرادا وجماعات، من حيث ما نعانيه من سلبيات في منظومتنا المعرفية لدور الإعلام وحق الشعوب في الحصول على المعلومة في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة، بكل ما تحمله هذه المنظومة من معاني واسعة وكبيرة.
اليوم الاثنين 22 ديسمبر، بدأ مبكراً، لأنه اليوم الوحيد الذي سوف يتوفر لنا فرصة الالتقاء بشخصيات ومسئولين قريبين من مصانع القرار في هذه القمة، لذلك بدأنا مبكراً بالانتقال إلى الحافلات التي سوف تقل جميع الإعلاميين إلى هناك... وأيضاً كان الانتظار، داخل الحافلات، طويلاً لأسباب تلك الإجراءات الأمنية التي شملت كل هذا الجمع الكبير.


في بهو القصر كان يتجول أعداد من الوزراء والمسئولين وهم يتنقلون من زاوية لأخرى، ولكن الملفت للنظر هو ذلك التدافع بين الإعلاميين للوصول إلى حيث يجلس السيد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، تاركين خلفهم أولئك المسئولين الذين كنا نبحث عنهم في الأيام الماضية لتزويدنا بمادة إعلامية تستحق النشر والإطلاع، حيث أن الزمن بيننا وبين البيان الختامي هو لحظات، إضافة إلى أهمية شخصية عمرو موسى المعروفة بالصراحة والإهتمام بالشأن القومي العربي الملبي لآمال وتطلعات الشعوب العربية.
على إحدى الكنبات في وسط القاعة جلس عمرو موسى متوسطاً العشرات من الإعلاميين المنكبين على رأسه لسؤاله وسماع إجاباته التي جاءت بلباقته المعتادة، مشجعة للجميع على اغتنام تلك الفرصة الإعلامية والحصول على معلومات هامة لحيثيات عربية كثيرة بحاجة للتوضيح والنشر، كما أعطتني تلك اللباقة الفرصة للدخول معه في حوار قصير سوف أقوم بنشره في فرصة لاحقة.
وأخيراً جاء موعد البيان الختامي، الذي جلسنا ننتطره في قاعة اجتماع القادة الخليجيين، وطال انتظارنا، ولكن البيان جاء محملاً بالكثير من العموميات التي تستدعي إعادة قراءته قبل إبداء الرأي المتعمق به. لقد جاءت بعض التعبيرات والجمل والقضايا مكررة من بيانات القمم السابقة ولكن بتلك القراءة الأولية لا يمكن إجمال محتواه، رغم كل ما قيل عنه في المؤتمر الصحفي الذي جاء على إثر إنتهاء القمة، حيث كان واضحاً من أسئلة بعض الصحفيين إن البيان لم يفصل الكثير من الأمور كما لم يتطرق إلى بعض القضايا العربية التي هي قيد التفاعل والتأثير على المنطقة بشكل عام.
ولكن قبل أن أختم هذه اليوميات الإعلامية، عن أحد أهم الأحداث التي تخص منطقتنا الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام... لا يمكنني إلا أن أتطرق لتلك القضية التي لم أشأ التطرق لها أو ذكرها لأسباب كثيرة... ولكن ما يحدث أمامي أصبح يفوق الوصف...
إن الكويت، حكومة وإعلاماً، غير قادرة على الخروج من مرحلة صدام حسين أو من شخصه... فهو موجود في كل فقرة تكتب في الإعلام الكويتي... وفي كل كلمة يلقيها مسئول كويتي... وفي كل برنامج تلفزيوني أعد بخصوص القمة الخليجية... وفي كل حديث جانبي مع من هم من حولنا من كويتيين في فعاليات هذه القمة... إنها عملية تأجيج مستمرة يتشبع به شعب عربي ضد شعب عربي يشتركان في الجغرافيا والتاريخ... دون إفساح أية فرصة أو أي أمل للتسامح وللتسامي فوق الجراح... فهل يا ترى هذا الذي يحدث هنا في صالح الشعب الكويتي؟؟ ...


كلمات دالة: