صور من الواقع العراقي الجديد .. /1

بدون تعليق وبدون مقدمات، انقل هنا بعض الصور عن الواقع العراقي الجديد في ظل الديمقراطية الأمريكية، منقولاً من على لسان مواطن عراقي عاش في العراق ولم يتركه هارباً بذريعة (القمع) أو الحصار أو الإحتلال، ولم يكن يوماً من الأيام بعثياً أو حزبياً ، وهو رجل أعمال لم يمارس السياسة ولكنه محب للعراق ويعاني مع معاناة وطنه المحتل... ويقول:

(1)

علًقت القوات الأمريكية، على نصب الجندي المجهول في وسط بغداد، لافتة كبيرة مكتوب عليها بالعربي (ممنوع المظاهرات)، وما يبثه الإعلام الأمريكي من مشاهد حية للمظاهرات في بغداد ما هي إلا تجمعات تُنَظَم وتُدَار من قبل القوات الأمريكية فقط أمام فندق فلسـطين حيث تتجمع وكالات الأنباء المختلفة.

 

(2)

هؤلاء المتأمركين الذين دخلوا لحكم العراق على دبابات أمريكية، يعيشون تحت حراسة أمنية مشددة، لأنهم مكروهين من جميع العراقيين. ويتساءل العراقيون من أين أتوا بهذه الوحشية والكراهية للعراق، ويقولون عنهم باللهجة العراقية (زايعتهم القاع) أي بصقتهم الارض ليظهروا في العراق لتنفيذ السياسات الأمريكية وتحقيق مصالحهم الشخصية فقط. طباعهم وسلوكهم المستفز وتعاليهم على العراقيين أصبح حديث الناس ، مما يرفع من معدل كراهية العراقيين لهم كل يوم، فهل هؤلاء من سيعلموننا الديمقراطية ويبنون العراق.

(3)

هؤلاء الأغراب عن مجتمعنا العراقي في اشكالهم وأطباعهم وأفكارهم، وهم في مجلس الحكم العراقي، عندما نسألهم لماذا لا توقفون هذا النهب والسلب في العراق، يقولون، اتركوهم ليسرقوا لكي يكسروا حاجز الخوف الذي خلق بداخلهم من السياسات السابقة.

(4)

على سبيل المثال لحالات تتكرر بشكل يومي، هناك قصة الشيخ عبدالكريم، وهو إمام مسجد عمر المختار في بغداد ، رجل كبير في السن ومريض بالقلب والسكر وأمراض أخرى، رأى الجنود الأمريكان يضربون إبنه، البالغ من العمر 9 سنوات، في داخل المسجد، بحجة إنه يتعاون مع المقاومة، وعندما طلب منهم التوقف عن ذلك رفعوه عن الأرض، كالحشرة ، وهو الشيخ الجليل والكبير في السن، وألقوا به رمياً على الرصيف خارج المسجد مما استدعى نقله للعناية المركزة في المستشفى لفترة طويلة، وخرج ليعلن من على المنابر مساندته للمقاومة العراقية.

(5)

إن المقاومة العراقية قوية جداً ولها كل يوم عشرات العمليات والتعتيم الإعلامي على تصدير هذه الأخبار يحاول التقليل من شأن هذه المقاومة ، ولكننا في الداخل، ومن مواقع العمليات وكشهود عيان، نؤكد إن حجم الخسائر الأمريكية كبيرة جداً وما تذكره مصادر قوات الإحتلال من أرقام كلها محض افتراء وكذب. على سبيل المثال إن مقر القوات الأمريكية في مطار بغداد يقصف يومياً منذ بداية الإحتلال، ولا يمر يوم دون أن نسمع دوي قصف المطار، إضافة إلى الهجمات المتكررة على جميع مراكز القيادة الأمريكية التي تقع في المواقع الرئاسية والقصور القديمة، وهناك تعاون من جميع فئات الشعب مع المقاومة، بالمال والمساعدة بجميع الأشكال الممكنة، والسلوك الأمريكي الصلف يجعل العراقيين يندفعون كل يوم للإنضمام إلى المقاومة بأعداد متزايدة. ولهذا السبب يعيش جنود الإحتلال في رعب نفسي وخوف لا يمكن أن يوصف وخصوصاً إن الأغلبية من هؤلاء الجنود من أعمار صغيرة لا تجربة لهم ولا فكرة سابقة عما يعانونه في العراق في ظل الإحتلال.

(6)

المستشفيات في العراق في أسوأ أحوالها وفي سوء مستمر، ولم تكن هذه المستشفيات تعاني من هذا الوضع حتى في ظل الحصار.

(7)

إنقسم العراقيون، هذا العام، لأول مرة في تاريخهم في إعلان أول أيام العيد، فكان لكل جماعة عيدهم الخاص، لذلك كان للسنة عيدهم في اليوم الأول، واليوم الثاني كان أول أيام العيد لجماعة مقتدى الصدر، واليوم الثالث كان أول أيام العيد لجماعة السيستاني، ولقد رأيت بأم عيني رجالاً يبكون يوم العيد في المساجد لتردي أوضاع المجتمع العراقي إلى هذا السوء.
وللحديث صلة...


كلمات دالة: