العراقيون يستنجدون ... وامعتصماه ... واإسلاماه

خلال يوم أمس، الجمعة 26 ديمسبر 2003، استملت أكثر من اتصال هاتفي من العراق من أفراد عن طريق عوائل عراقية تعيش في البحرين. العراقيون يسألون بحرارة... "أين العرب مما يحدث لنا في بغداد، إن بغداد تحترق وتدمر على سكانها... والحرب قائمة منذ أكثر من اسبوع من تاريخه... وارتفعت وتيرة المقاومة لإيقاف عمليات القتل والتنكيل الأمريكي بالعراقيين... الشوارع غير آمنة... القصف في كل اتجاه، الغارات الجوية وقصف المناطق والأحياء السكنية مستمرة بحجة القضاء على المقاومة". يقول أحد البغداديون مستنجداً... "إنها حرب حقيقية تعيشها بغداد، إنها عملية تطهير عرقي لجميع السنة في بغداد، بحجة أنهم بعثيون، على ايدي قوات بدر الذين ألبسوهم ملابس الشرطة العراقية... وكلما تابعنا وسائل الإعلام ولاحظنا ذلك الحصار الإخباري والتعتيم الإعلامي المنقطع النظير نستشعر بالخطر الحقيقي الذي قد يصل إلى داخل بيوتنا في أية لحظة... إنهم يخططون لعملية إبادة جماعية داخل بغداد...

هناك تصفيات جسدية مستمرة وتنكيل وترهيب تحت مسميات مختلفة، ما بين المطرقة الحديدية والفجر الأحمر، هناك ما يتم ترتيبه بعيداً عن الرأي العام العالمي لإبادة عرقية بالاعتقالات الجماعية والتعذيب والقتل في الشوارع وداخل البيوت... وبسحب الأطفال من أحضان أمهاتهم وربط أياديهم وزجهم في الشاحنات إلى وجهات لا نعرفها... إنهم المغول استباحوا بغداد والقتلى في كل مكان... النجدة... أين النخوة العربية... هل أفني العرب... إننا محاصرون داخل العراق منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً... لا نعلم إن كان لا يزال للعرب وجود على وجه الخليقة... وامعتصماه... واإسلاماه".
هذا ما يحدث في بغداد... وكل ما يتم نقله من خلال الفضائيات العربية عن هذه المحنة العراقية هو عدد القتلى في الجيش الأمريكي... والذي لا يزال لا يتجاوز الواحد أو الأثنين في كل عملية... وكأن القتلى العراقيون الذي يصل أعدادهم يومياً بالعشرات ما هم إلا جرذان تجارب، لا قيمة لهم... ولا يستحقون حتى متابعة أحوالهم... علماً بأن هناك منظمات دولية فتحت لها مواقع على الإنترنت لحصد أعداد القتلى في الجانب العراقي... مواقع تعمل كعداد الكهرباء أي تتزايد الأرقام في كل لحظة...
مقابل كل ذلك لم أملك إلا أن أتصل بمن أعرف في قناة "العربية" الفضائية، ليبلغني إنه لا يعلم أي شيئ عما أذكره له عن أحوال بغداد... بسبب رجوعه للتو من إجازة مرضية... ولدى الاتصال مع المحطة مباشرة للوصول إلى المسؤول عن الأخبار جاء الرد بتعذر إيصالي بالشخص المطلوب بحجة عطلة نهاية الأسبوع والذي لن يكون متوفراً قبل يوم الأحد القادم... وكأنني أطلب لقاء رئيس جمهورية...
هذا مثال إعلامي عربي واحد... يمكنكم أن تسحبوا عليه باقي الأمثلة سحباً كربونياً ...
ولكن رغم ذلك لم اتوقف عن الإتصال... وتمكنت من إيصال الصوت العراقي...
وهذا ما دفعني أن أكتب اليوم لأطلب من العرب... نجدة العراقيين... إنهم ينادونكم... واعرباه... واإسلاماه... وامعتصماه ...


كلمات دالة: