صور من الواقع العراقي الجديد .. /2

بدون تعليق وبدون مقدمات، انقل هنا بعض الصور عن الواقع العراقي الجديد في ظل الديمقراطية الأمريكية، منقولاً من على لسان مواطن عراقي عاش في العراق ولم يتركه هارباً بذريعة (القمع) أو الحصار أو الإحتلال، ولم يكن يوماً من الأيام بعثياً أو حزبياً، وهو رجل أعمال لم يمارس السياسة ولكنه محب للعراق ويعاني مع معاناة وطنه المحتل... ويقول:

(8)

هناك تعبئة شديدة ضد الكويتيين في بغداد، ومن على منابر المساجد يتم الدعاء إلى الله بالإنتقام منهم كما يتم توعدهم بالأخذ بالثأر من على مختلف المنابر، لما أقترفوه من جرائم في حق الشعب العراقي وهذا شعور يسيطر على العراقيين بشكل عام.

 

(9)

لا يمكن لأي شخص الحصول على عمل في بغداد بدون الحصول على موافقة خطية من الحوزة الدينية في النجف ، وهذا لم يكن ليحدث سابقاً لأي طرف من الأطراف، كما ادعوا عن البعثيين والحزبيين.

(10)

أصبحت الحدود بين العراق وإيران مفتوحة بدون مراقبة أو قيود، لذلك أصبح الأنتقال من وإلى إيران يتم بالسيارات الخاصة والأجرة العادية. ويعاني العراقيون من نفوذ ميليشيات وجماعات إيرانية تعمل على تصفية شخصيات عراقية مختلفة في داخل العراق بعلم وبمعرفة وبموافقة قوات الإحتلال، وفي مواقف معينة بالتعاون معهم.

(11)

محطة الدورة لتوليد الطاقة تزود بغداد بالكهرباء، طلبت من إحدى المحطات في جنوب العراق تزويدها بالكهرباء لسد حاجة المواطنين للكهرباء في بغداد في عز الصيف، تم رفض طلبهم بحجة ضرورة حصولهم على موافقة خطية من الحوزة الدينية في النجف. 

(12)

أكبر أعضاء مجلس الحكم العراقي، سناً، (وزير خارجية أسبق) كان قادماً من الخارج ومتوجهاً مع سائقه وحرسه الخاص من المطار إلى مكاتب مجلس الحكم، أوقفه الجندي الأمريكي عند المدخل وطلب منه إبراز هويته التي لم يكن يحملها معه في ذلك الوقت، ورغم وجود إسمه في القائمة التي يحملها الجندي لم يسمح له بالدخول وطلب منه المغادرة فوراً لحين حصوله على هويته التي تثبت شخصيته... ونفّذ الأمر صاغراً مطيعاً.

(13)

نفس العضو ، وهو أكبر الأعضاء سناً في مجلس الحكم العراقي (وهو المعروف بإقامته في الخليج لعقود طويلة) عمل جميع ترتيباته مع العديد من أفراد عائلته لفتح مكاتب استثمارية وشركات خاصة بهم في الأردن وفي البحرين ودول أخرى مجاورة للعراق للإستثمار في عقود بناء العراق مستفيداً من موقعه في مجلس الحكم العراقي الذي يمكّنَه من ترتيب هذه الصفقات.

(14)

يتذكر العراقيون عن السيد إبراهيم الجعفري، وهو ممثل حزب الدعوة في مجلس الحكم، على أنه أحد قياديي ذلك الحزب الذين عمل على تدمير العراق منذ الثمانينات تنفيذاً لاستراتيجية تصدير الثورة الإيرانية للخارج، وهو الحزب الذي كان له الدور الأكبر في نشوب الحرب العراقية الإيرانية، وهو الحزب الذي عمل على تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات في جامعة المستنصرية والشوارع العراقية ، والمتهم بوضع مواد سامة في بعض خزانات المياه التي كانت تزود بغداد بالماء كعمليات سابقة لخطط إنقلابية آنذاك... وهو نفسه الذي يستنكر دور المقاومة العراقية اليوم، ومردداً في خطاباته المتكررة إن المقاومة العراقية، ضد الإحتلال الأمريكي، غير شرعية ولا تمثل الشعب العراقي... لذلك فهو شخصية مكروهة وغير مرغوبة ولا تملك أية مصداقية عند العراقيين لأنهم غير قادرين على إلغاء تاريخه المتحالف مع إيران ضد العراق، والذي جر على العراق ويلات كثيرة ومستمرة إلى لوقت الحاضر، ذلك التاريخ الذي يعرفه ويتذكره العراقيون جيداً... وهذه من القضايا التي حاول الإعلام العالمي تغطيته وعدم توضيحه بهدف خلط الأوراق السياسية في المنطقة.


كلمات دالة: