صور من الواقع العراقي الجديد .. /3

بدون تعليق وبدون مقدمات، انقل هنا بعض الصور عن الواقع العراقي الجديد في ظل الديمقراطية الأمريكية، منقولاً من على لسان مواطن عراقي عاش في العراق ولم يتركه هارباً بذريعة (القمع) أو الحصار أو الإحتلال، ولم يكن يوماً من الأيام بعثياً أو حزبياً ، وهو رجل أعمال لم يمارس السياسة ولكنه محب للعراق ويعاني مع معاناة وطنه المحتل... ويقول:

 

(15)

لم يكن المجتمع العراقي يعاني من الطائفية والأثنية التي يعيشها اليوم، لقد وصل الأمر لدرجة التصفيات الطائفية في الأحياء والشوارع العامة ، وهي ظاهرة غير مسبوقة.

(16)

من المهازل التي يتكلم عنها العراقيون إن السيد محمد بحر العلوم، متزوج من سيدة إنجليزية، وهو الرجل الذي يدعي التدين والتقوى، ويحمل رتبة دينية نسبة لكونه من عائلة معروفة بالتوجه الديني.

(17)

ينظر العراقيون إلى مجموعة رجال مجلس الحكم ومن أتى معهم على أنهم عبارة عن أفراد قناصي فرص يبحثون عن مصالحهم الخاصة ولم يكن لهم أية علاقة في يوم من الأيام بالشعب العراقي ولا بتاريخ العراق ولا مستقبل العراق، وهم عبارة عن كائنات غريبة أتت لتعطي الشرعية لإحتلال العراق، وهم مكروهين ومستفزين لمشاعر العراقيين بممارساتهم وسلوكياتهم المستهجنة والرافضة لإسلوب ونمط الحياة العراقية والثقافة العراقية ويتعاملون بتعالي وفوقية مع العراقيين.

(18)

السيد (انتفاض قمبر) المعروف بسلاطة اللسان إلى حد البذاءة والذي يتحول إلى ضرب معارضيه إذا إختلف معهم، وهو المتحدث الرسمي للسيد أحمد الجلبي المعروف بلص المصارف ، فهذا القمبر المعروف أيضاً، بين العراقيين، بالملبس الأنيق والشعر اللامع بمستحضرت التجميل (الجل)، كثيراً ما يشاهد بشكله المستفز وتلك والسلاسل المدلاة من رقبته ومعصميه، يسير مفتول العضلات في نادي الصيد (وهو أحد أرقى النوادي العائلية في بغداد)، محاطاً بحرسه الشخصي وزبانيته، يأمر وينهي ، وكأنه الحاكم بأمره، ولا يمكن أن يتصدى له أحد... وهذه المشاهد لم نراها حتى على أيام عدي صدام حسين.

(19)

بدون مبالغة، يقتل في اليوم الواحد ما بين 20 إلى 30 جندي أمريكي في العراق، ولا يتم الإعلان عنهم لأسباب كثيرة، وخصوصاً إن غالبية هؤلاء الجنود من الشباب الصغير في السن من المغرر بهم للحصول على بعض المميزات مقابل مشاركتهم في هذه الحرب، مثل الحصول على منح وبعثات دراسية للدراسة في الجامعات الأمريكية أو الحصول على الجنسية الأمريكية لهم ولعوائلهم، لذلك لا تهتم الإدارة الأمريكية بإبلاغ ذويهم عندما يقتلون في العراق، ولكن هناك ضباط كبار يقتلون، وأعداد من الطائرات يتم أسقاطها وأعداد كبيرة من الجنود والضباط على متنها، ولكن لا يتم الإعلان عن هذه الأعمال بشـكل كامل.

(20)

تتصاعد المقاومة يومياً، وخصوصاً منذ أسر الرئيس العراقي بهذه الطريقة المهينة، الذي، من ناحية، جعل العراقيين يشعرون بالمهانة وضرورة الثأر من قوات الإحتلال ، ومن الناحية الأخرى، جعل أولئك الجماعات التي كانت تتذرع بقيادة صدام حسين للمقاومة، ترى اليوم ضرورة إلتحاقها بالمقاومة بعد أسره، وهذا سوف يشكل جبهة قوية للمقاومة وعلى مساحات أكبر في الفترات القادمة. كما أنه من الواضح أن جميع أعوان الإحتلال والمتعاونين معه سوف يكونون ، من الآن فصاعداً، تحت مرمى المقاومة.

كلمات دالة: