التكلفة المتفاقمة للحرب الأمريكية على العراق 1/6

هذه المعلومات مستقاة من دراسة طويلة أعدتها مجموعتان أمريكيتان للأبحاث والدراسات هما "معهد دراسات السياسة" و"مشروع دراسة السياسة الخارجية"، حول التكلفة الباهظة للحرب الأمريكية على العراق (حتى 16 يونيو/حزيران 2004) ... وتكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تكشف التكلفة المادية والإنسانية والبيئية والإقتصادية والإجتماعية بجانب التكلفة السياسية لهذه الحرب، بعدما اتضح للعالم كذب كل المبررات التي وضعت لها ... (نشر النص الكامل في صحيفة الخليج الإماراتية).
التكاليف البشرية:
1- عدد القتلى العراقيين الناتج عن الغزو والاحتلال يراوح بين 9436 - 11317 مدنياً.


2- تاريخيا ً، يقدر عدد الجرحى الذين يصابون خلال الحرب بحوالي ثلاثة أضعاف عدد القتلى، لذلك يفترض عدد الجرحى العراقيين بحوالي 35 ألف مدني، ولكن مع حقيقة أن المستشفيات والأجهزة الصحية العراقية تفتقر للموظفين والأدوية اللازمة، وتعاني من اكتظاظ المصابين طوال فترة الحرب، فقد يكون العدد الحقيقي للجرحى أعلى من ذلك بكثير ... وتقدر منظمة “ميد أكت” المعنية بتقويم التبعات الصحية للحروب، بأن ما لا يقل عن 40 ألف مدني عراقي قد أصيبوا خلال الحرب.
3- تراوح عدد الجنود والمقاومين العراقيين الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية “الرئيسية” بين 4895 -6370 إذ من الصعب التمييز بين المدنيين والمقاتلين العراقيين بسبب طبيعة القتال ، وبالرغم من تقديرات البنتاجون ، فإن شهود عيان يؤكدون أن الاحتلال يصنف القتلى المدنيين كمقاتلين ... مثال ، قدّر القتلى العراقيين في معركة الفلوجة بأكثر من 600 ، بينما نقل الصحافي راهول ماهاجان بأن عدد القتلى كان يشتمل على 100 طفل و200 إمرأة ، ولكن قائد العمليات العسكرية الأمريكية أصر على أن 95% من القتلى كانوا ذكوراً في عمر التجنيد العسكري .
آثار اليورانيوم المنضب
منذ أكثر من عشر سنوات أدخل الجيش الأمريكي اليورانيوم المنضب في صناعة القذائف الخارقة للمدرعات، وهو معدن سام ومشع يعزو الكثير من العلماء والمراقبين إليه أسباب “مرض حرب الخليج” الغامض الذي تفشى بين الجنود الأمريكيين والانتشار السريع لمرض السرطان في جنوب العراق ... فقد ازداد عدد المواليد بتشوهات خلقية في البصرة بنسبة سبعة أضعاف منذ 1991.
ويقدر البنتاجون أن القوات الأمريكية والبريطانية استخدمت بين 1100 إلى 2200 طن من ذخائر اليورانيوم المنضب في قصف العراق خلال شهر مارس 2003، أي أكثر بكثير مما ألقي خلال حرب الخليج عام 1991، والذي لم يتجاوز375 طناً، إلى جانب أن معظم اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج الأولى ألقي على ساحات معارك في وسط الصحراء، أما في عام 2003 فإن الغالبية العظمى من تلك الأسلحة السامة ألقيت على مناطق مدنية كثيفة السكان مثل بغداد.
التكاليف الأمنية
1- إرتفعت معدلات جرائم القتل والاغتصاب والاختطاف بشكل صارخ منذ مارس 2003 مما أجبر الأطفال على ملازمة المنازل وعدم الذهاب إلى المدارس، والنساء على الابتعاد عن الشوارع ليلاً، وإرتفعت معدلات الجريمة من 10 حالات في يوليو 2002 إلى 470 حالة في يوليو 2003 في اشارة إلى انعدام الأمن والقانون في العراق، وفي العام الأول من الاحتلال، وقعت أكثر من 4279 حالة قتل بسبب العنف في بغداد، بمعدل 357 حالة قتل شهرياً، مقارنة بحوالي 14 حالة شهرياً في عام 2002.
2- على الرغم من قيام الاحتلال بتجنيد مائتي ألف عراقي لإنشاء جيش وشرطة وقوات دفاع مدني، إلا أنها فشلت في توفير الأمن للمواطنين، كما أن العديد من الشرطة العراقية رفضوا العمل مع قوات التحالف بسبب ضعف التجهيزات والمعدات والاحترام من جانب القوات الأمريكية.
3- ذكر تقرير لمكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة، أن أعمال التهريب في العراق شهدت ارتفاعاً ملحوظاً عبر شبكة من طرق التهريب المتوفرة بسبب موقع العراق الجغرافي.
4- أدى الاستخدام المكثف لشتى أنواع الوسائل الفتاكة في محاربة المقاومين العراقيين، إلى ظهور آثار نفسية دمرت المواطنين العراقيين، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قوات التحالف في مايو 2004 ان 80% من العراقيين لا يثقون بأي من الهيئات الأمريكية أو بقوات التحالف، وأن العراقيين سيشعرون بأمان اكثر إذا ما غادرت القوات الأمريكية والأجنبية العراق فوراً.
تابعوا الحلقات القادمة ...