التكلفة المتفاقمة للحرب الأمريكية على العراق 2/6

هذه المعلومات مستقاة من دراسة طويلة أعدتها مجموعتان أمريكيتان للأبحاث والدراسات هما "معهد دراسات السياسة" و"مشروع دراسة السياسة الخارجية"، حول التكلفة الباهظة للحرب الأمريكية على العراق (حتى 16 يونيو 2004) ... وتكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تكشف التكلفة المادية والإنسانية والبيئية والإقتصادية والإجتماعية بجانب التكلفة السياسية لهذه الحرب، بعدما اتضح للعالم كذب كل المبررات التي وضعت لها ... (نشر النص الكامل في صحيفة الخليج الإماراتية).
التكاليف الاقتصادية
- مع حلول صيف 2003 تضاعفت معدلات البطالة في العراق من 30% قبل الحرب لتصل إلى 60%، وتؤجج مستويات البطالة العالية نيران المقاومة.


- تسبب حرمان الشركات العراقية من عقود العمل بإعادة الإعمار في زيادة معدل البطالة المرتفع أصلاً، كانت معظم العقود الخارجية بإعادة الإعمار من نصيب الشركات الأمريكية مثل هاليبيرتون وبيكتل، التي لها علاقات وثيقة بإدارة بوش، على حساب الشركات العراقية وشركات دول المنطقة. والأكثر أهمية ان ما تم إنجازه من عمل كان مكلفاً وغير متقناً، واستغرق وقتاً، وكان بطيئاً للغاية، الى حد يفوق المعايير والمقاييس المعروفة.
- هجمات المقاومة ضد الاحتلال حرمت العراق من تحويل عائداته البترولية إلى أصول ثابتة وزيادة هذه الأصول، وخلال الأشهر السبعة الماضية تعرضت البنية التحتية النفطية في العراق إلى نحو 130 هجوماً، انخفض إنتاج البترول من 04,2 قبل الحرب إلى 33,1 مليون برميل يومياً ... وبحلول يونيو 2004 لا يزال معدل انتاج النفط العراقي دون مستوياته قبل الحرب.
التكاليف الاجتماعية - البنية الأساسية الصحية
- قبل ثلاثين عاماً كان النظام الصحي العراقي يعتبر الأفضل والأقوى في الشرق الأوسط ولكن عقوبات الحصار ألحقت به ضرراً كبيراً، وشلت فاعليته ... وتفاقمت مشكلات هذا النظام بسبب فقدان المستشفيات لمعداتها وتجهيزاتها الأساسية في عمليات النهب والسلب والاقتحامات التي تمت خلال الحرب وبعدها. وبالرغم من رفع العقوبات عن العراق والسماح باستيراد وشراء المعدات والتجهيزات الطبية والأدوية، إلا أن المستشفيات بقيت تعاني من نقص الامدادات وزيادة أعداد المرضى. وهناك نقص في المواد واللوازم الأساسية والضرورية مثل شراب السعال، وأدوية ولوازم وفحوص واختبارات مرضى السكر، والعقاقير والأدوية المضادة للسرطان، ولوازم فحوص واختبارات مرض السل، وسدادات فتحات التنفس ومراوح التهوية ذات الصلة بها، ونماذج ومواد ولوازم اختبارات سوء التغذية.
- بعد انتهاء الغزو الأمريكي ببضعة أشهر كان 60% من العراقيين يعتمدون على ما تقدمه الحكومة من غذاء ووجبات (من المخزون السابق)، وبعد ان إعلان إنتهاء العمليات العسكرية والاشتباكات الكبرى في مايو 2003، أظهرت عمليات متابعة تقديم الغذاء قامت بها منظمة اليونيسيف في بغداد زيادة في سوء التغذية أو زيادة في الفاقد من وزن وطول الطفل العراقي من 4% قبل عام من الغزو الى نحو 8%.
التعليم
- أصاب قطاع التعليم الضعف على مدى سنوات الحصار، وتشير إحصاءات وزارة التعليم العراقية إن 64% من مباني المدارس احتاجت الى صيانة وإعادة تأهيل قبل بدء الحرب. وخلال الحرب وبعدها فإن أكثر من 3 آلاف مدرسة تم الاستيلاء عليها بالقوة او إحراقها في جنوب ووسط العراق، وفجرت أكثر من 60 مدرسة في بغداد، وتقدر الوزارة انها تحتاج الى 4500 مدرسة جديدة، لمواجهة الزيادة في عدد التلاميذ، و80% من مجموع 15000 مدرسة قائمة تحتاج الى إعاة بناء جزئية لما تدمر منها، وهناك حاجة إلى إزالة وإعادة بناء أكثر من 1000 مدرسة أخرى، وهناك 4600 مدرسة أخرى تحتاج الى اصلاح جوهري وكبير. لقد سببت الحرب دماراً بدرجات متفاوتة، كما أدت عمليات السلب والنهب خلال الحرب وبعدها الى خسارة كبيرة وواسعة.
- تقدر منظمة اليونيسيف إن 90% من تلاميذ الإبتدائية كانوا منتظمين دراسياً لأنه كان إلزمياً وحازماً، وفي مايو 2003 كان معدل الانتظام المدرسي في الإبتدائية أقل من نصف ما كان عليه قبل الغزو، الذي تسبب في تفجر العنف على نطاق واسع، مما اضطرت مدارس كثيرة في بغداد والفلوجة وغيرها الى اغلاق أبوابها نهائياً، ويمنع الأهالي أبنائهم من الذهاب الى المدارس لتزايد عمليات القتل والاختطاف.
تابعوا الحلقات القادمة ...