هذه المعلومات مستقاة من دراسة طويلة أعدتها مجموعتان أمريكيتان للأبحاث والدراسات هما "معهد دراسات السياسة" و"مشروع دراسة السياسة الخارجية"، حول التكلفة الباهظة للحرب الأمريكية على العراق (حتى 16 يونيو 2004) ... وتكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تكشف التكلفة المادية والإنسانية والبيئية والإقتصادية والإجتماعية بجانب التكلفة السياسية لهذه الحرب، بعدما اتضح للعالم كذب كل المبررات التي وضعت لها.
البيئة
دمرت شبكات الماء ونظام الصرف الصحي والمجاري خلال الحرب والاحتلال، وانتشرت مئات آلاف من القنابل والقذائف التي لم تنفجر على عرض البلاد ... دُمِرَت البيئة الصحراوية بالدبابات والعمليات العسكرية الأمريكية ... وتصاعدت سحب الدخان من آبار النفط، وسُدّت الموانئ بالسفن المدمرة.
ومنذ بداية الاحتلال تم الاصطدام بكميات كبيرة من الألغام وقذائف المدفعية التي لم تنفجر، خاصة في بغداد والبصرة. وفي مارس 2004 أعلن مسؤولو “المجموعة الاستشارية للألغام” وهي إحدى المنظمات الرائدة في ازالة الألغام، إنها أزالت وأبطلت أكثر من مليون لغم وقذيفة مدفعية قبل انفجارها في العراق منذ بداية الحرب ... وأعلنت إنها تقدر عدد ضحايا هذه الألغام والقذائف بحوالي 20 إصابة شهرياً.
تدمرت البيئة العراقية بقسوة وتضررت بشكل كبير من اليورانيوم المنضب والذي ظلت بقاياه ومخلفاته وارتبطت بسلسلة من الأمراض الخطيرة مثل اللوكيميا، والأشكال الأخرى للسرطان، وأمراض التنفس وغيرها التي انتشرت بين العراقيين والجنود الأمريكيين منذ الحرب السابقة.
الكهرباء
ذكر تصريح عراقي رسمي في 18 يونيو 2004 إن توفر الكهرباء للعراقيين مازال أقل بكثير مما كان عليه قبل الحرب ويصل مجمل انتاج العراق حالياً من الطاقة الكهربائية الى 4 آلاف ميجاوات بينما وعدت سلطات الاحتلال بتوفير 6 آلاف ميجاوات من خلال تطبيق نظام “ثلاث ساعات كهرباء وساعة واحدة بدون”.
تكاليف حقوق الانسان
بينما أعلن الرئيس بوش “ان العراق أصبح خالياً من غرف الاغتصاب والتعذيب” أطلعت صور فضيحة تعذيب المعتقلين في سجن أبوغريب العالم على أمور مغايرة. وقامت الصليب الأحمر بتوثيق الأساليب والوسائل اللاإنسانية التي لجأ إليها الأمريكيون في استجواب السجناء مثل “تغطية الرأس، والضرب بأدوات وأجسام صلبة، وتعرية السجناء في عمليات العزل الانفرادي، والتهديدات بالاعتداء على أسرة المعتقل، والإعدام السريع”، وتقع هذه الأعمال في إطار تعريف التعذيب ومفهومه الوارد والمحدد في الميثاق الدولي ضد التعذيب وغيرها من الاتفاقات والمواثيق التي تحظر التدرج في التعذيب وتصعيده وزيادة العقاب والأساليب غير الانسانية في معاملة السجناء والتي وقّعَت عليها الولايات المتحدة.
وقالت لجنة الصليب الأحمر أيضاً ان ما بين 70% الى 90% من معتقلي سجن أبوغريب أبرياء وهم ضحايا “لنقص الإشراف وقلة الرقابة من الوحدات العسكرية الميدانية” التي اعتقلتهم. وأظهرت مصادر أخرى بينها تقارير عسكرية أمريكية تسربت إن القيادة العسكرية الأمريكية تجري تحقيقاً دقيقاً حول وفاة 34 سجيناً ماتوا تحت التعذيب. ويقول مسؤول عسكري: “إنه لا يمكنك تسمية هذا غير التعذيب”، وتقول تقارير أخرى ان الكشف عن فضيحة التعذيب في سجن أبوغريب تمتد آثاره لتحدث صدعاً كبيراً في النظام القضائي الجديد في العراق وتعري عيوبه وتضعه في مهب الريح.
تابعوا الحلقات القادمة ...
