فورمولا (وان) ... مَعْلَم بحريني

للعمل الوطني صور متعددة ومختلفة، وبدرجات وأولويات متفاوتة ... ويأتي العمل الجاد في الحفاظ على المكتسبات الوطنية الإقتصادية والإجتماعية والتنموية على رأس قائمة هذا العمل الوطني ... والذي لا يقل بدرجة عن العمل الوطني لتحقيق المكتسبات السياسية والحفاظ عليها ...
قد نكون لا نزال نتعلم أبجديات العمل الوطني الخاص بهذا الزمن العولمي الذي نعيش فيه، والذي، سواء شئنا أم أبينا ، يعد مختلفاً عن الممارسات الوطنية في العقود الماضية، إلا إن التركيز على الجوانب، الوطنية، ذات الصلة المباشرة بالهم الإنساني المعاش يجب أن يكون هو الحافز الدائم في أي عمل ندعو إليه أو ننادي به عند أداء الدور السياسي والوطني في الحكم أو المعارضة ...

وعند هذه النقطة، او هذا السمو في العمل الوطني (إن تحقق)، عادة ما تلتقي مختلف القوى الرسمية والشعبية لتشكل سداً لا يمكن إختراقه بواسطة أعداء الأمة ... وهذا ما تعلمته الإمم التي سبقتنا في بناء حضاراتها العصرية ، مبكراً، وفي المراحل الأولى لعملية بناء أوطانهم وأممهم ... وهذا الوعي المطلوب ترسيخه وبنائه في الإنسان، المواطن على هذه الأرض العربية، قبل أن يتعلّم كيف يعارض ويرفض، ويمارس العنف ... إذ إن الرفض والمعارضة ليست غاية أو هدف، بل وسيلة يراد بها تحقيق غايات أو أهداف نبيلة ... بينما بناء الأوطان يعد أسمى وأنبل الغايات والأهداف على الإطلاق ... وهذا البناء هو ما يدعى بالعمل الوطني.
لربما كنا بحاجة لهذا المنجز الكبير الذي تحقق في مشروع "الفورملا وان"، لإظهار هذا التعاطف الشعبي الذي أبداه جميع قطاعات الشعب البحريني، للوقوف بجانب مكتسبات الوطن ... ذلك الموقف الوطني الذي تجسّد في التصدي لتلك الإختراقات الأمنية التي تصاعدت، مؤخراً، على نحو مبهم في الشارع البحريني ... كما تجسّد في مواقف، جميع الطوائف، والقائمين على مجمل دور العبادة خلال الفترة الأخيرة، بالدعوة للوقوف صفاً واحداً لإنجاح هذا المشروع، وبتحفيز ملكات هذا الشعب البحريني الأصيل ومشاعره النبيلة في بناء الوطن ... وتجسّد في مواقف القوى السياسية المختلفة ، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، التي أعلنت بشكل صريح ومباشر أهمية الوقوف مع هذا الصرح الرمز الذي أصبح معلماً تراصص جميع أبناء الوطن حوله، وبنى وعياً وطنياً حول أهمية حمايته وإنجاحه لصالح البحرين والبحرينيين.
وهكذا أصبح هذا المشروع الوطني الكبير، معلماً وطنياً ... وَحّد صوت البحرينيين، ووحّد مواقفهم ... متمنين أن يكون في ذات الوقت منعطفاً جديداً، وعموداً آخر، يتواصل عليه تشييد البناء الوطني في المرحلة المقبلة.


كلمات دالة: