جرائم حرب... تستحق المحاكمة (1)

الدكتور محمد الشيخلي، فيزيائي متخصص في الحيوية الإشعاعية، وعميد سابق لكلية العلوم في جامعة بغداد، أصدر تقريراً بالنتائج الأولية لعمليات المسح الموقعي لبعض مسارح العمليات العسكرية في وسط العراق وجنوبه وفي مواقع العمليات في الكويت لمعرفة تأثير استخدام اليورانيوم في الاسلحة والقذائف التي استعملتها الولايات المتحدة في حربها على العراق عام 1991. شارك الدكتور الشيخلي، لأغراض هذه الدراسة، في حملة مع فريق أمريكي من مركز أبحاث اليورانيوم (Uranium Medical Research Center) بالتعاون مع الدكتور سيغوارت هورست غونتر، وهو بروفيسور وطبيب ألماني متخصص بالتاثيرات الإشعاعية الطبية، ورافقهم فريق إعلامي ألماني طوال فترة عملهم لإجراء هذا المسح الأولي، ويعد هذا التقرير أول دراسة ميدانية من العراق بعد الحرب الأخيرة خصت بها مجلة "البيئة والتنمية" وتم نشرها في صحيفة الخليج الإماراتية في العدد 14859 بتاريخ 30 نوفمبر 2003. وفيما يلي بعض الأرقام التي توضح حجم الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في تلك الحرب على أمل أن تأتي لنا الأيام القادمة بنتائج الجرائم التي ارتكبتها في ذلك الغزو البربري الذي تم بعد ذلك بثلاثة عشر عاماً، في عام 2003.


- رغم البداية المبكرة للولايات المتحدة في استخدام هذه المادة في صناعة ذخائرها التي ترجع إلى عام 1970، إلا أنها استعملت لأول مرة في الحرب ضد العراق عام 1991، وتبعتها بعد ذلك في حربي كوسوفو وافغانستان. وهناك دلائل تثبت إن الإستخدام الأول لهذه الذخائر كان لإسرائيل في حرب 1973، كما تم استخدام هذه الذخائر في تمرينات عسكرية أمريكية في أوكيناوا عامي 1995-1996 دون إبلاغ الحكومة اليابانية بذلك.
- إضافة إلى إمريكا هناك دول أخرى تستخدم اليوارنيوم المستنفد كمادة إختراق في قذائفها كبريطانيا وفرنسا وروسيا. وهناك 17 دولة أخرى حصلت على هذه الأسلحة مثل اليونان وتركيا وإسرائيل والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لا تعلن عنها البنتاجون لأسباب الأمن الوطني.
- لدى الولايات المتحدة الأمريكية 750 ألف طن من مخزون اليورانيوم المستنفذ الذي يستخدم في صناعة الذخائر، علماً بأن هذه الأسلحة تصمم في الولايات المتحدة ويتم تصنيعها في إسرائيل بواسطة شركة "رافائيل" الإسرائيلية.
- أعطت هيئة التنسيق النووي الأمريكية رخصة توريد وتصنيع أعتدة اليورانيوم المستنفد إلى بلدان مثل إسرائيل ولكنها منعت تصنيعها في دول أخرى مثل باكستان.
- تم استخدام بليون قذيفة وطلقة في حرب 1991 ضد العراق، أي ما يعادل 320 طن من اليورانيوم المستنفد، (ويقدر استخدام ضعفي هذه الكمية في الحرب الأخيرة).
- خطر التعرض الإشعاعي من قنابل اليورانيوم المستنفذ يكمن في تلك الذخائر المتفجرة عند اختراقها للدروع والآليات العسكرية حيث تتحول مادة اليورانيوم إلى غاز وأكاسيد اليورانيوم لتتحد مع ذرات الغبار والدخان وتكَوّن غيمة سامة تنتقل من موقع الانفجار مع الرياح إلى مسافات بعيدة ليتم استنشاقها أو بلعها وعند لمس أسطح الدبابات أو أكل طعام أو شرب ماء ملوث به أو تلوث الجرح بغباره أو من الجروح الناجمة عن شظاياه.
- تركت آلاف المدرعات والآليات والعربات المصفحة والمحروقة في ساحات العمليات العسكرية في العراق والكويت والسعودية، وهذه الآليات تشكل خطراً لأنها جميعها ضربت بقذائف أميركية مصنوعة من مادة اليورانيون المستنفد، وهذه الآليات منتشرة في العراق بين المزارع والمناطق المأهولة بالسكان محملة بالأثر الإشعاعي المرتفع.
تابعوا المزيد من المعلومات ونتائج البحث في الحلقات القادمة...