جرائم حرب... تستحق المحاكمة (2)

نواصل نشر ملخص من تقرير الدكتور محمد الشيخلي، الفيزيائي المتخصص في الحيوية الإشعاعية، والعميد السابق لكلية العلوم في جامعة بغداد، الذي جاء بنتائج أولية لعمليات المسح الموقعي لبعض مسارح العمليات العسكرية في وسط العراق وجنوبه وفي مواقع العمليات في الكويت لمعرفة تأثير استخدام اليورانيوم في الاسلحة والقذائف التي استعملتها الولايات المتحدة في حربها على العراق عام 1991:
- تركيز اليورانيوم في بعض المصابين بآثار ذخائر اليورانيوم المستنفد في أفغانستان وصل إلى ثلاثين مرة أكثر من الحد المقبول وفي العراق إلى أكثر من ألف ضعف.
- لليورانيوم المستنفد تأثيرات سامة في الأعصاب ويؤثر خصوصاً في الجنين والمشيمة، لذلك يتراوح تأثيره على الأجنة ما بين نقص الوزن الخطير إلى التشوهات الخلقية، والجرعات المتراكمة منه تسبب تحولات في الخلايا وأوراماً تؤدي إلى السرطان في فترة تتراواح ما بين شهور وسنوات.
- تخترق قذيفة اليورانيوم المستنفذ عيار 30 ملم درعاً فولاذياً سماكتها 9 سم، وبمجرد اختراق قذيفة اليورانيوم المستنفد لجسم أية دبابة يتحول جزء من القذيفة إلى أكاسيد اليورانيوم في شكل أتربة ودخان يشبه الغيمة في داخل الدبابة وخارجها، مما يسبب موت من بداخلها فوراً حتى في حالة عدم انفجارها أو إحتراقها ، تنتقل هذه الغيمة على شكل دخان وغبار إلى مسافات بعيدة، حيث وجد في موقع الاحتراق نسبة من الإشعاع تزيد على 30 ألف مرة أكثر من المستوى الطبيعي.
- 40% من جسم الآلية المقصوفة تتناثر كشظايا في منطقة القصف مسببة حرائق وانفجارات وتسربات إشعاعية مستمرة.
- 44% من أكاسيد اليورانيوم المتحررة تحتوي على أجسام دقيقة جداً تخترق الحويصلات الرئوية وتبقى فيها، حيث أفادت الدراسات المختلفة عن حرب الخليج الثانية إن 33% من مخلفات غيمة الأكاسيد تدخل الرئة ولا تخرج منها.


أما النتائج التي أظهرتها الدراسة الميدانية عن مستويات التلوث الإشعاعي فكانت كالتالي:
1- أرتفاع مستوى التلوث الإشعاعي في بغدد ومناطق الجنوب وصل إلى عشرة أضعاف المستوى الطبيعي، ونسبتها في الهواء أعلى من التربة كمؤشر على سهولة استنشاقه وبقاؤه في الرئة.
2- في مناطق المدرعات المخرقة يزيد مستوى الإشعاع إلى ثلاثين ألف مرة أكثر من الحد الطبيعي مما يشكل خطورة شديدة على السكان تلك المناطق، وخصوصاً إن الشظايا تنتشر على رقعة واسعة في مناطق المزارع والحقول مما شكّلَ تلوثاً مباشراً للمياه السطحية والجوفية والمنتوجات الزراعية، وهذه الخطورة تزداد مع تقادم الوقت. ومن الأمثلة التي كشفها التقرير عن هذه الحالة، هي تلك الشظايا التي وجدت في حوض الماء الرئيسي في مصنع ينتج الثلج لآلاف الاشخاص في منطقة قرب البصرة، حيث يمثل ذلك التأثير المباشر لليورانيوم على صحة الإنسان.
3- إنتشار رقعة التعرّض الإشعاعي والسمي لمخلفات اليوانيوم بين آلاف العراقيين ممن أخذوا محركات وأجزاء من الآليات المصابة والمحترقة بهدف بيعها أو استخدامها في أغراض أخرى، ويذكر إن مستوى الإشعاع في أحد هؤلاء الأشخاص كان يزيد ألف مرة عن المستوى العادي.
4- تأثر جميع الأطفال الذي يعيشون في تلك المناطق بالتلوث الإشعاعي نتيجة لعبهم بتلك الآليات، كما وجد أرتفاع كبير في نسبة الإشعاع في أجساد الجنود الذين قتلوا داخل هذه الدبابات ودفنوا قربها، حيث وصل مستوى الإشعاع في بدلة أحد الجنود القتلى إلى ألفي مرة أكثر من المستوى الطبيعي.
5- ظهور حالات من آلام المفاصل والرعاف والتهابات الأعصاب وآلام في الظهر وإضطرابات في النظر وحرقة في البول لدى السكان القريبين من موقع هذه الآليات المصابة وكلها أعراض التعرض الإشعاعي.
6- وَسّعت قوات الإحتلال من رقعة التعرض الإشعاعي لمعالجتها غير السليمة لهذه الآليات المصابة، حيث رفعوها من مناطقها إلى مناطق نائية ، وتم كشط التربة التي كانت تحتها واستبدالها بتربة جديدة بعد إلقاء هذه التربة الملوثة في مناطق نائية، ولكن لم يعملوا على تحذير الناس من الإقتراب من هذه الأجسام مما وسّع من نطاق انتشار هذا التلوث.
7- لم يتم معالجة مواقع الآليات والتربة الملوثة علاجاً سليماً، وهذا العلاج يشبه عملية دفن النفايات النووية في أرض الغير.
8- إن مشكلة التلوث الإشعاعي لا تهدد البيئة العراقية والعراقيين فقط، بل تهدد أيضاً الدول المجاورة والمحيطة بالعراق بنفس الدرجة.
وهنا نكرر نفس ما جاء في ذلك التقرير، حيث يذكر بأنه بينما يُعد إلقاء جرام واحد من اليورانيوم في أمريكا جرماً يعاقب عليه القانون، فإن الولايات المتحدة ألقت مئات الأطنان منه في العراق دون أن يحاسبها أي طرف حتى اليوم. وبينما كانت ذريعة إحتلال العراق التخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية ، فمن سوف يقيّم استعمال الولايات المتحدة لسلاح الدمار الشامل هذا في حق العراقيين.


كلمات دالة: