تابعوا ... أحداث العراق

إن لم تعي وتستدرك الحكومات العربية عامة، والخليجية خاصة حقيقة ما يجري، اليوم، على الأرض العراقية المحتلة من إختراقات خطيرة وبناء لمراكز قوى إقليمية، كتداعيات لفعل الإحتلال وإلغاء السيادة والسلطة العراقية... فإننا بالتأكيد متجهون نحو مستقبل لن يكون لنا فيه أي خيار سوى الإنصياع لفروض الهيمنة بمختلف أشكالها... من هذا المفهوم نرى ضرورة الإهتمام الإعلامي بالبحث عن حقيقة مجريات الأحداث في العراق، وخصوصاً إن هناك تعتيم حديدي، متعمّد، يمنع إظهار الصورة الحقيقية لذلك الواقع.


وتأكيداً للمعلومات التي طرحتها سابقاً، من خلال هذا العمود، كتحليل للأخبار والأحداث العراقية، أستشهد هنا بخبر تم نشره في صحيفة الشرق الأوسط يوم السبت 3 أبريل 2004، تحت عنوان "طهران تنشر عملاءها في العراق من الشمال إلى الجنوب"... لما يحمله هذا الخبر من معلومات أمنية خطيرة عن الحضور الإيراني المكثف في العراق، كما جاء على لسان المسؤول السابق عن ملف العراق في الإستخبارات الإيرانية... حيث يقول:
- التوغل الإيراني في الأراضي العراقية يمتد من مدينة زاخو شمالاً إلى إم الخصيب جنوباً.
- عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس ومئات من الإستخبارات الإيرانية دخلوا العراق منذ ما قبل الحرب عن طريق المناطق الكردية، وبعد الحرب عن طريق المنافذ الحدودية الخالية من السلطات الأمنية العراقية، وغالبية هؤلاء دخلوا متنكرين بزي الطلبة ورجال الدين وبعضهم ضمن ميليشيات قوات بدر، مستفيدين من خلو المناطق الحدودية من أية سلطات أمنية عراقية.
- من أهم إنجازات عناصر فيلق القدس هو عملية تصفية محمد باقر الحكيم، حيث تمكنوا من تنفيذ مهمتهم والخروج من العراق مباشرة بدون صعوبة.
- كانت لهذه العناصر محاولة فاشلة لإغتيال آية الله السيستاني، وآية الله إسحاق الفياضي في العراق.
- لتلك العناصر 18 مكتب، في شكل مؤسسات خيرية، في أغلب المدن العراقية، من بغداد إلى البصرة، حيث يجري فيها تجنيد العملاء الجدد تحت غطاء مساعدة الفقراء والمستضعفين بالمال والدواء وحاجات الناس اليومية من الغذاء إلى اللباس.
- يجري الآن تجنيد آلاف من الشبان الشيعة للعمل على تعبئة أقاربهم ومعارفهم إستعداداً للإنتخابات البرلمانية المقبلة، حيث هناك خطة لتحويل العراق إلى نموذج إيراني آخر في الحكم.
- هناك ما يزيد على 300 مراسل وفني لشبكات الإذاعة والتلفزيون والصحف التي تعد ضمن الواجهات الأخرى التي يدخل تحت غطائها عناصر فيلق القدس واستخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى العراق.
- تبلغ مخصصات المكاتب الأمنية العلنية والسرية الإيرانية في العراق أكثر من سبعين مليون دولار شهرياً، وخمسة ملايين دولار يتم توزيعها في بعض الحوزات الدينية على شكل رواتب ومساعدات للمتعاونين، وهناك 2700 وحدة سكنية في 14 مدينة عراقية يتم الصرف عليها من قبل المخابرات الإيرانية هناك.
- عملت هذه العناصر على إثارة الفتنة بين التركمان والأكراد في الأشهر الماضية، حيث يحصل التركمان على دعم مالي ومعنوي من إيران.
يا ترى ما موقف الأنظمة العربية بعد هذا الفتح العظيم للبوابة الشرقية على مصراعيها؟؟؟...


كلمات دالة: