أسرار سقوط بغداد... بعد معركة المطار

نشرت صحيفة "المجد" الأردنية تقريراً عسكرياً مفصلاً ومعقداً، أرسل لها بواسطة أحد الأطراف العسكرية العراقية الرسمية، يكشف حقيقة ما جرى في معركة مطار صدام الدولي، قبل ذلك الانسحاب المفاجئ لكافة القوات والقيادة العراقية من ساحة الحرب النظامية مع العدو الأنجلو-أمريكي، في التاسع من أبريل 2003، بما مهد السبيل لسقوط بغداد السريع والمفاجئ.


ولأن التقرير تضمن تفصيلات عسكرية وفنية تستعصي على القارئ العادي، فسوف نلخص هنا أهم ما جاء فيه من معلومات، بهدف كشف الحقائق التي يحجبها الإعلام، ضمن سياسة المنتصر للتغطية على جرائمه اللإنسانية من جهة، وضمن سياسته لإضعاف معنويات الطرف الآخر وتكريس روح الهزيمة فيه من جهة ثانية. وأهم أهداف تكريس روح الهزيمة في أي حرب بين طرفين هو قتل إرادة المقاومة التي تعني مواصلة القتال لتحقيق النصر، وهذا هو الدور الذي يمارسه الإعلام لكسر كل مقومات المقاومة والنضال لدى العرب والعراقيين، دون جدوى...
تضمن ذلك التقرير، بالتفصيل، حقيقة ما جرى في تلك المعركة الحاسمة من تكتيكات عسكرية عراقية استثنائية، والجانب الخفي لاستبسال القوات العراقية بشكل تفصيلي لدحض المزاعم والشائعات التي انطلقت فيما بعد، حول خيانة بعض كبار الضباط العراقيين، وتخاذل البعض الآخر وهروبه سريعاً من ميدان المنازلة والقتال. كما تضمن الصورة الحقيقية للجانب القيادي والتخطيطي والتكتيكي المتفوق عند الطرف العراقي، والتفوق التكنولوجي المهول الذي يمتلكه العدو الأمريكي، إضافة إلى أسباب إنتهاء المعارك بهذه الصورة المفاجئة، وابتداء الحرب غير النظامية مباشرة في الاسبوع الثالث من بدء الاحتلال.
ما يهمنا في هذا التقرير هو القسم الثاني والأهم منه والذي يكشف وقائع معركة المطار الرئيسية وغير التقليدية التي خططها قادة عراقيون وأشرف عليها الرئيس صدام حسين بنفسه، والقسم الثالث الذي يبين كيف تحولت موازين القوى لصالح العدو...
ولتقدير حقيقة الوضع، نسرد هنا وصفاً لنموذجين فقط من مجموعة أسلحة العدو الفتاكة في تلك الحرب، حسب ما ذكر في التقرير. النموج الأول هو تلك "القذائف الأمريكية المضادة من اليورانيوم المستنفذ الشديد الفتك الذي كان يثقب أعتى الدروع كما يثقب السكين الملتهب قالب الزبد بعد أن يولد حرارة، من خلال عنصر اليورانيوم، لتصل إلى 5000 درجة مئوية، وهي حرارة تصهر وتبخر كل شئ داخل الدبابة، إضافة إلى حشوات الباريوم الحراري التي تدمر وتبعثر أجزاء الدبابة إلى مئات الأمتار"... والنموذج الثاني هو تلك "القنابل العنقودية التي "تحمل القنبلة منها ستة ذخائر فرعية فائقة الذكاء Brilliant تدعى عصيات (افكوسكيت) وتهبط بالمظلات بشكل رأسي وعلى ارتفاع 200 متر تبدأ هذه العصيات، من خلال محرك خاص، بالدوران بشكل تتقطع معه حبال المظلة وتنثر في الوقت نفسه أربع أطباق أسطوانية تدعى (الاسكيت) حيث تدور بسرعة مهولة وبحركة حلزونية تغطي دائرة قطرها 30 متراً، وبإمكان هذه الأطباق تمييز الهدف الحقيقي والمزيف والمدمر بواسطة دوائر التميز للتردد الحراري، مما يجعلها سلاحاً كارثياً حقاً... والمثير في هذا السلاح المعقد هو أنه حال وجد هدفه يطلق حشوته الحرارية الخارقة من اليورانيوم المخفف إلى أعلى الدبابة أو المدرعة خلال أجزاء من الثانية وفي حالة سبقه إلى ذلك طبق آخر ترك هدفه بحثاً عن هدف جديد وفي حالة لم يجد هدفاً مدرعاً أو آلية كخيار آخر فإنه يتفتت على ارتفاع أقل من مترين ناثراً شظايا بسرعة كبيرة تحطم العربات المصفحة أي الخفيفة التدريع وتقتل الأفراد".
بعد حرب استمرت ثلاثة أيام بين كر وفر بين القوتين، تم فيها استخدام جميع أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة التي تمتلكها القوة العسكرية العظمى، وبعد أن استخدم العراقيون سبل المناورة العسكرية والعلمية والقتال المباشر والمتلاحم، الذي أفقد من قوات العدو ما يزيد على ألفي قتيل، وفي تلك المعركة الأخيرة التي كانت منذ ساعاتها الأولى لصالح رجال الحرس الجمهوري رغم محاولات الطيران أن يثني هذه القوة الجبارة عن ما أرادت، ولكن دون جدوى، وكان مشهد المعركة يوحي بوضوح أن الكفة بالنصر في صالح قوات الحرس، عندها لم يكن أمام العدو إلا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل أو ما يعرف عند قادة البنتاجون بالسهم المكسور Broken Arrow... لذلك، وبأمر من البنتاجون، أقلعت طائرتان من نوع H Combat Talon 130 MC تابعتان لقوات العمليات الخاصة من الكويت نحو المعركة لتصنع الجحيم، تحمل كل طائرة قنبلة من نوع (أم القنابل) MOAB، تزن كل واحدة 21000 رطل (9530 كغ) ويبلغ طولها 9 أمتار... وهذه القنابل هي قنابل نووية ولكن بوجه جديد أو شكل آخر، وهي تعتمد على مادة مركبة تسمى الباريوم الفتاك Superbaric تولد حرارة مركزية تزيد على 10000 درجة مئوية وهي كافية لصهر أي معدن وتبخير أي كائن حي، إضافة إلى موجة إشعاعية عالية التركيز والكثافة من الميكروويف تزيد بآلاف أضعاف قوة موجات أفران الميكروويف المنزلية، الأمر الذي يؤدي إلى تفحيم الآليات بأنواعها وتفحيم من فيها أو يؤدي إلى تجريد اللحم عن العظم لمن يتعرض لهذه الأشعة مباشرة في العراء، ويبلغ قطر التأثير القاتل لهذه القنابل أكثر من 2 ميل، ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية، لذلك فإنها دقيقة جداً لا يتعدى خطأها الدائري 13 متراً، فتسببت في إيقاع الخسائر الكارثية بين القوات العراقية، وفي مقتل المئات من قوات العدو نتيجة فائض التأثير الناتج عنها وعطلت معظم آلياته بتأثير موجات الميكروويف العالية الطاقة الناتجة عنها أيضاً".
ورافق ذلك في اليوم التالي مباشرة، عودة السفير الروسي إلى بغداد ليؤكد للقيادة العراقية أن الأمريكيين ماضون باستراتيجية المحو التام وأنهم أعدوا أكثر من عشرة قنابل عملاقة مماثلة لتنزل على العراق في حالة تعرض القوات الأمريكية إلى أي كمين يشبه ما أصابها في مطار بغداد. هنا رأت القيادة العامة بقيادة الرئيس أن من الحكمة الإنسحاب لإيقاف هذه الكوارث التي لن يتردد العدو من تكرارها...
وقد ورد، بعد ذلك، تنويه مباشر في البيانات العراقية إن عملية انسحاب قواتها تمت "بعد أن قررت القيادة الصليبية دك بغداد بقنابل من زنة العشرة طن والتي تعتبر من القنابل التكتيكية التي تعادل القنابل النووية الصغيرة" ليتحولوا إلى الحرب غير النظامية التي نشهدها اليوم، والتي تم الإعداد لها منذ فترة زمنية طويلة، والتي تشارك فيها كافة القوات العراقية التي تدربت طويلاً لهذا العمل...


كلمات دالة: