صور لم ينقلها الإعلام عن موقعة الفلوجة

تجري معركة الفلوجة بين جيش من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، الذي يعد الأقوى بين تشكيلات الجيش الأمريكي، ومقاتلين عراقيين لا يملكون من السلاح إلا القليل.. معركة غير متكافئة بكل المقاييس ، استمرت حتى الآن لأكثر من سبعة أيام تحت قصف جوي أمريكي كثيف.
وحيث إن الإعلام العربي، الرسمي، يعمل جاهداً على تغييب أخبار المقاومة العراقية، عدا بعض النتف، التي لا تعبّر، عن حقيقة ما يجرى في العراق وفي معركة الفلوجة... وبهدف تسليط الضوء على تلك الأحداث، ننشر مقتطفات مما ينشر في وسائل الإعلام العالمية، في صور لمشاهدات أحد صحافيي الفلوجة، كشاهد عيان، حاول إيصال الحقائق، كما رآها بأم عينه، إلى العالم:


- كان هناك شعور عام يسود المدينة، أن القوات الأمريكية سوف تتمكن من اقتحام الفلوجة في يومين، غير أن الأمور تغيرت بعد يومين من بدء العملية العسكرية. فبعد أن استطاعت القوات الأمريكية التقدم في حي الجولان وحي نزال، تمكنت المقاومة العراقية من طردها، بعد معركة ضارية جرت هناك بعد ذلك ساد شعور عام بأن صد قوات الاحتلال وطردها ليس أمراً مستحيلا، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية، ليس لدى المقاومين فحسب، وإنما لدى جميع أهالي الفلوجة، خاصة بعد أن قامت القوات الأمريكية بإجراء اتصال مع المقاومة عن طريق هاتف موجود في مركز الشرطة، يرتبط مباشرة مع قاعدة أمريكية قريبة، وطلبت هدنة لوقف إطلاق النار، غير أن المقاومين رفضوا ذلك، ووضعوا شروطا على القوات الأمريكية، كانوا يعلمون أنها مرفوضة سلفا، فتجدد القتال، بشكل أعنف.
- بعد أن تمكنت المقاومة العراقية من إسقاط عدد كبير من المروحيات الأمريكية قامت القوات الأمريكية باستخدام تكتيك جديد، وهو القصف الجوي للمساكن السكنية بطائرات "أف 16"، و"أف 18"، لإرضاخ المقاومة العراقية، ولكن الذي حصل أن أهالي المدينة، بمن فيهم النساء، طالبوا المجاهدين بعدم الاستسلام، مما أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية للمقاتلين أكثر، فصار التفاعل على أشده بين المقاومين والأهالي، الذين كانوا يقدمون الطعام والماء وكل ما يحتاجه المقاومون. ويقول شاهدنا "لقد رأيت بأم عيني امرأة عراقية من أهالي المدينة وهي تتمنطق بالنطاق العسكري، وتقاتل إلى جانب المجاهدين، وإن المقاومة تمكنت خلال الأيام السبعة من إسقاط طائرة "أف 16" حربية مقاتلة، بواسطة قاذفة "أر بي جي9"، وهي طائرة متطورة جدا، وشوهدت وهي تحترق وتسقط، غير أن طيارها استطاع أن يقفز بالمظلة، لتستقبله نيران المجاهدين".
- إن العديد من الحالات التي حصلت هي أشبه بالمعجزات، إذ استطاع أحد رجال المقاومة إسقاط مروحية أمريكية بواسطة بندقية رشاشة، وهي حالة مازال أهالي المدينة يتحدثون بها.
- لقد قام عدد من عناصر المارينز بالتمثيل بجثة أحد الشهداء من المجاهدين، في حي نزال، حيث وجد المجاهدون جثة لرفيقهم، وقد تم التمثيل بها، من قبل الأمريكان.
- عدد القتلى من جنود المارينز كان بالعشرات، وتم تدمير عشرات السيارات العسكرية والدبابات، وتم إسقاط 14 طائرة مروحية، بالإضافة إلى مقاتلة واحدة.
- إشترك عدد من مقاتلي جيش المهدي في القتال إلى جانب المجاهدين في الفلوجة، كما إشترك معهم أحد أبناء المدينة من طائفة الصابئة.
- إرتفعت المعنويات أكثر بعد طلب الهدنة، إذ ليس من السهل أن ترضخ القوات الأمريكية أمام مقاتلي مدينة صغيرة مثل الفلوجة، التي لا تتجاوز مساحتها أكثر من 30 كم مربع، فالاتفاق الذي وقع يوم السبت لوقف إطلاق النار كان خير دليل على الخسائر التي تكبدتها تلك القوات في الفلوجة.
- ألح الطرف الإمريكي في المفاوضات أن تتعهد المقاومة بعدم ضرب القوات الأمريكية أثناء الانسحاب.. وحتى هذا الشرط رد عليه المجاهدون بأنهم لا يمكن أن يضمنوا كل الطريق، غير أنهم تعهدوا بضمان مسافة 5 كم بعد الفلوجة.
- المقاومة تسيطر على الطريق الذي يربط الفلوجة ببغداد، وهو طريق لا بد لقوات الاحتلال أن تمر به، مما يعني أن هذه القوات ستواجه مشكلة كبرى أثناء انسحابها، إلا إذا اضطرت إلى تغيير مسار حركتها إلى طريق سامراء، وهو أيضا ليس طريقا آمينا، لأن المقاومة تسيطر على جانب كبير من ، وهذا سبب عدم تمكّن القيادة الإمريكية من إرسال قوات إضافية لتعزيز موقف قواتها في الفلوجة.
- أفادت الأخبار أن القوات الأمريكية تعرضت إلى هجمات عنيفة على كل هذه الطرق، وخصوصاً طريق أبوغريب، لكن لم تعرف حصيلة خسائرها حتى الآن، حيث أكد شهود عيان أن المقاومة العراقية، اضحت تترصد قوات الاحتلال على كافة الطرق التي تربط بين بغداد والفلوجة، وأنها قد تواجه مشكلة حقيقية أثناء انسحابها من الفلوجة.