مركز البحرين للدراسات والبحوث – آمال وطموح

ضمن سلسلة جهود ونشاطات مركز البحرين للدراسات والبحوث، جاء بالأمس إفتتاح اللقاء البحريني الياباني 2004، الذي ينظمه المركز بالتعاون مع السفارة اليابانية في مملكة البحرين ومركز اليابان للطاقة، لمناقشة "الآفاق الجديدة للتحديات التي تواجه إدارة البيئة العالمية ومصادر المياه". ولأهمية وضرورة هذه الفعاليات والشراكات العلمية والبحثية لمجتمعاتنا العربية التي لا تزال تعاني من تخلف شديد في مجال البحث العلمي وجدوى البحث في العلوم الأساسية، ولما يضطلع به مركز البحرين للدراسات والبحوث، في الفترة الأخيرة، من دور جاد وحثيث في نقل هذه الثقافة والمعرفة حول مفاهيم أهمية البحوث العلمية والدراسات البحثية، إلى المجتمع، نرى ضرورة قيام الإعلام بدوره في دعم ومساندة مركزنا البحثي هذا في توجهاته الجديدة التي بدأت مع استلام الدكتور محمد جاسم الغتم لمهمة قيادته.


في مجال توطين العلم وبناء قدرة ذاتية في البحث والتطوير التقاني في جميع الأنشطة المجتمعية، يذكر تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 إنه "ليس العلم أو المعرفة سلعاً تستورد، وإنما ثقافة وبنى مؤسسية وأنشطة لا بد أن تُغرس في واقع مجتمعي بشري محدد، وتُتعهد بالموارد الكافية وبالرعاية الدائبة من متخذي القرار والنخب، بل ومن عامة الناس" (ص 169). ومن هذا المنطلق نقيّم دور مركز البحرين للدراسات والبحوث، الذي كان راكداً ومنفصلاً عن المجتمع في المرحلة الماضية، على إنه بدأ مرحلة جديدة متبنياً تنفيذ استراتيجيته الأولى في المشاركة المؤسسية لبناء مجتمع بشري يؤمن بثقافة البحث العلمي ويعتمد في منظوره الإستشرافي على الدراسات النظرية والتاريخية والإنسانية والبحوث الميدانية، لتصبح سياساتنا وقراراتنا محققة لمصالحنا، وتحمل بداخلها عوامل النجاح وليس الإخفاق.
وحيث إن نجاح كل مؤسسة يعتمد على بناها القيادي والقائمين على رسم سياساتها، فإنه من الواضح إن هذا التحول في دور وأداء المركز لهو نتاج لقيادة الدكتور الغتم، وإن هذا المجهود الكبير الذي قام به خلال فترة قصيرة، إضافة لرؤيته العلمية في إعادة بناء هذه المؤسسة، دفع المركز للتفاعل مع مختلف قطاعات المجتمع، مما يستحق عليه التقدير والدعم الكامل للعمل على تحويل المركز إلى واجهة بحثية عالية الكفاءة تمثل البحرين في المحافل العالمية بجدارة ومصداقية علمية عالية.
ولكن، رغم كل الجهود القيادية للقائمين على هذا المركز، إلا إننا يجب أن نذكر بأن المؤسسات البحثية لا يمكن لها أن تتطور وتؤدي دورها الحقيقي في ظل ميزانيات فقيرة وهزيلة، حيث البحث العلمي يعتمد على الوفرة المادية بنفس درجة إعتماده على الكفاءات والكوادر العلمية. وكي تستوفي البحوث جميع الجوانب المطلوب دراستها، ودون أي تجاوز في قواعد ومفاهيم الدراسات البحثية، بهدف الوصول إلى الحقائق السليمة التي يعتمد عليها صانعي القرار، يجب إعتماد ثقافة جديدة تتبنى أهمية هذه المراكز البحثية في توفير البحوث المستوفية لكامل شروطها، لتحقيق هدفنا الأزلي في البحث عن الحقائق السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية... ولن يتحقق ذلك ما لم تتبنى القيادة السياسية ومؤسسات المجتمع والقطاع الخاص مفهوم توفير مخصصات الدعم المالي الثابت والدائم لهذا المركز الوطني.
فهل تملك مؤسساتنا المختلفة هذه الثقافة... لتحقيق آمالنا وطموحاتنا في مركز البحرين للدراسات والبحوث.