حقيقة تضارب المعلومات حول عملية فندق "جبل لبنان" في بغداد

قام دونالد رامسفيلد بسلسلة من المقابلات التليفزيونية في البنتاغون، بعد عملية تفجير فندق "جبل لبنان" في بغداد، وقال في أحداها "... إن الأمن في العراق يختلف باختلاف مناطق الدولة، وحتى من شهر إلى آخر... ولقد شاهدنا ارتفاعا وهبوطا في الأحوال الأمنية. وما أريد قوله للشعب العراقي، إنه مكان خطير (يقصد العراق)... وإنها معركة تجري في موقعها وموجودة وتجري منذ مدة ليست بالقصيرة...".
هكذا تحاول الإدارة الإمريكية التعتيم على حقيقة الأوضاع في العراق... سواء فيما تتكبده القوات الإمريكية من نزيف عميق ومستمر بشرياً ومادياً جراء عمليات المقاومة العراقية... على مدار الساعة... أو فيما تقوم به القوات والمخابرات الإمريكية والإسرائيلية هناك من أدوار مشبوهة ورهيبة... تلك الحقائق التي لا تلبث أن تكشفها مختلف المصادر الأخرى رغم محاولات استحكام التعتيم الإمريكي... ومشاركة منا في كشف زيف (حرية) الإعلام الإمريكي، وزيف الديمقراطية الإمريكية، ننشر (كمثال) ما وصلنا من معلومات عن حقائق عملية تفجير فندق "جبل لبنان" في بغداد.


كان السلوك الإمريكي بعد إنفجار فندق "جبل لبنان" في منطقة الكرادة بوسط بغداد، وما دار حول ذلك الإنفجار من لغط وخلط وتداخل في المعلومات ومصادرها، موضع تساؤل وشك. فبدءاً بعمليات الإنقاذ التي تصدرتها القوات الإمريكية دون السماح بمشاركة أطراف أخرى، وانتهاءاً بعملية تضارب المعلومات حول عدد القتلى وطريقة الضربة وجنسيات القتلى، كلها كانت ملفتة للإنتباه والتساؤل، أما الأكثر لفتاً للإنتباه هي إجراءات الإدارة الإمريكية بعد الإنفجار مباشرة، وخصوصاً ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده البيت الأبيض بعد الإنفجار بساعة لإدانته العملية، الأمر الذي لم يفعله في جميع حوادث التفجيرات السابقة (النجف، الكربلاء، الكاظمية.. وغيرها)، إضافة إلى تلك التصريحات التي أدلى بها رامسفيلد بعد المؤتمر بعشرة دقائق عن إمكانية تأخير تسليم السلطة للعراقيين لما بعد 30 حزيران
وهنا نورد بعض الحقائق التي تداولتها مختلف المصادر حول تلك العملية المثيرة... والتي تقول إن الفندق كما عرضته الفضائيات كبير ويتكون من عدة طوابق... ولن يكون نزلائه أقل من 150، بل ولن يكون مجموع الموجودين فيه ساعة الإنفجار أقل من 200 إذا ما عرفنا أنه كان وقت العشاء وكل النادلين وموظفي الإدارة كانوا متواجدين... عملاً بإن العراقيين لا يرتادون هذا الفندق وبهكذا أيام... كما أن العدد الهائل للمدرعات المحيطة بالفندق، والحراسة المشددة، والتواجد الأمريكي الذي إنجرح عدد منهم، لا تدل على أن هذا الفندق مخصص لعامة العراقيين
فما هو سر هذا الفندق؟!
بداية كان السبب وراء تضارب التصريحات والشروح عن الفندق وعدد الضحايا، هو إن لا أحد من العامة أو حتى بعض الخاصة يعرف أسرار هذا الفندق... والذين يعلمون عنه هم فقط الرئاسة الأمريكية ووكالة المخابرات الإمريكية (CIA) والإسرائيلية (الموساد)... ذلك لأن الفندق هو المقر الرئيسي للـسي آي إيه (CIA)، ولمكتب الخليج التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في العراق، وموظفيه من أعلى المراتب المخابراتية وأكثرها قرارا على ساحة الشرق الأوسط، وأغلبهم عناصر أما عربية الجنسية أو من أصول عربية (يهودية ومسلمة) أو كردية عراقية أو من أصول لاتينية
وبعد أن أصبحت فنادق الدرجة الأولى التي سكنتها وكالات المخابرات وجنرالات الإحتلال، هدفا يوميا لهاونات وصواريخ المقاومة، اختير هذا الفندق (جبل لبنان) مقرا لوكالة المخابرات الإمريكية (CIA)، لعدة ميزات، أهمها كونه من فنادق الدرجة الثالثة فلا يثير الإنتباه، ويتواجد في منطقة سكنية ستمثل له ساترا نفسيا حيث قد يتهيب المهاجم حين يحتسب لإحتمال كثرة الإصابات المدنية، إضافة لتواجد الفندق في شارع فرعي ضيق تسهل مراقبته.
لكن حزم المقاومة ودقة رصدها، ذهب بكل هذه الإحتياطات، فقلعته عن الأرض بثوان، وقلعت معه خيرة جنرالات مخابرات الإحتلال... من هنا، كانت الصدمة كبيرة لدى الإدارة الأمريكية وبريطانيا.
علماً بأن عملية ثانية تمت بعد ساعة فقط من عملية هذا الفندق (تم التعتيم عليها)، حيث دمرت قاعدة أمريكية عن بكرة أبيها جنوب بغداد، إشارة لقوة المقاومة الوطنية العراقية ، التي تقوم بما لا يقل عن 50 عملية يوميا، كلها شديدة الوجع وتقطع النيط.


كلمات دالة: