"اجتثاث البرامكة" يبدأ في العراق

تتفاعل على أرض العراق اليوم مشاريع بناء ثلاث امبراطوريات... امبراطورية أمريكا الاستعمارية (مشروع أوراسيا، من حدود الصين شرقاً إلى البرتغال وموريتانيا غرباً، ويعد العراق عمود الإرتكاز الاستراتيجي للمشروع)، ودولة إسرائيل في كردستان العراق (امبراطورية اسرائيل من النيل إلى الفرات)، وجمهورية العراق الإسلامية التابعة لإيران بنظام ولاية الفقية (الامبراطورية الساسانية). ورغم تضارب هذه المشاريع الاستعمارية التوسعية الثلاثة، إلا إن تقاطع مصالح أصحابها، يجعلهم يعملون معاً على مستوى التعاون، والشراكة، وتبادل المواقع والمسؤوليات فيما بينهم، علناً تارة، ووراء الكواليس تارة أخرى... بالقتال والانتخابات والإدارة على أرض الواقع العملي في العراق تارة، وبالمواقف والأصوات الداعمة في المحافل الإقليمية والدولية تارة أخرى.


إلا إن حرب الشوارع المستعرة منذ أكثر من عامين، بين الشعب العراقي ممثلاً في المقاومة الوطنية في العراق في مواجهتها لجميع قوى الظلام والاستعمار والاحتلال، والظروف الدولية والإقليمية المتلاطمة والمتصارعة، خلقا عجزاً غير متوقعاً في مسيرة المشروع الإمبراطوري الأمريكي برمته، وأديا إلى الفشل في حسم ذلك المشروع والمشاريع الملحقة به، والإحجام عن الاعلان الرسمي عما تم وضعه من مخططات للمنطقة سواء تلك السايكس بيكو الثانية للمنطقة بأسرها، أو الوعد بلفور الجديد للعراق المحتل، على أمل أن تنجلي الغيوم وتتحدد المواقع والأوضاع بين الأطراف المتحاربة على أرض العراق.
إلا أن إعلان مشروع "الإمبراطورية الساسانية" في العراق عن نفسه مؤخراً كملحق من ملاحق المشروع الأمريكي المعلن منذ البداية، قابَلَهُ إعلان المقاومة الوطنية في العراق بتوسيع جبهاتها في اتجاهات نوعية جديدة لإفشال ذلك المشروع الذي يقومون بدق أسفينه في المجتمع العراقي بعد أن عملوا على استباحة سيادة العراق، بدءاً بالتعاون الكامل لتسهيل عملية الغزو والاحتلال الامريكي وانتهاءاً بالمشاركة الكاملة في التصدي لكل من يرفض الاحتلال ويطالب بالتحرير ورحيل المحتل...
ولنتابع معاً بعض ما فعلت الجارة المسلمة لتسهيل مهمة الصليبيين والشيطان الأكبر في أرض الإسلام والمسلمين في العراق:
- سلمت الحكومة الايرانية كل معلوماتها الاستخبارية عن العراق للجيش الامريكي؛
- فتحوا الاجواء للمقاتلات الامريكية لتقصف العراق ليلا ونهارا؛
- سلحوا البيشمركة وعصابات الطالباني والبرزاني مجانا؛
- اتفقوا على حماية الجيش البريطاني وانابيب النفط والآبار مقابل الهيمنة على ادارة جنوب العراق دينيا وسياسيا؛
- جميع مقرات المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في بغداد والمدن العراقية الأخرى تضم عناصر الإطلاعات الإيرانية (المخابرات) بداخلها؛
- أصدروا الأوامر باستخدام اللغة الفارسية في دوائر المحافظات العراقية، وأرسلت إيران مجموعات من المعلمين والمدرسين الإيرانيين لهذا الغرض، وتم تعيين بعضهم في مديريات النجف والقادسية وكربلاء؛
- أكبر عدد من عناصر الحرس الثوري والشرطة العراقية هم من حرس الثورة الإيرانية؛
- الاستخبارات الإيرانية (إطلاعات) تملك وتدير صحف عراقية، ومن خلالها يعملون على تفكيك ما يسمونه بالحزام السني في العراق؛
- استخوذ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية على أراضي وبنايات الدولة في النجف وسجلت بإسم عائلة الحكيم لتكون مقراً رئيسياً للإطلاعات الإيرانية، بذريعة إنشاء مكتبة عامة لآية الله الخامنئي؛
- تم تأسيس "مكتب تحرير العراق" برئاسة عبدالعزيز الحكيم لجمع "شيعة" العراق وإيران وإنشاء الدولة الإسلامية الشيعية (الدولة الإسلامية الإيرانية والعراقية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله والأئمة الاثنى عشر حجج الله)، ويتبع هذا المكتب إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية وحركة ثأر الله التابعة لقوات بدر، في العراق، ويدير المكتب عمليات التصفيات وكسب أعداد كبيرة من المتطوعين ضمن كوبونات انتحارية، بتقديم المساعدات والأموال؛
- جهزوا ومولوا عصابات الشرطة والجيش وارسلوهم بعد غسل الادمغة واسكات القلوب لقتال العراقيين في الفلوجة والنجف الاشرف والمدائن وغيرها؛
- استولوا على المرجعية الشيعية في العراق التي ابتكروها وأورثوها لهم في حين أن هناك من رجال الدين العرب العراقيين الافاضل منهم لغة، وفقها، ووطنية؛
- قسّموا العراق طائفيا وسياسيا ومارسوا القتل على الدين ويحولون المساجد لطائفة واحده وينفذون مخطط المحتل كالانتخابات والدستور والحكومة المؤقتة وما هو قادم؛
- اتفقوا مع دولة جارة لتأسيس دولة مستقلة لمحافظات الجنوب؛
- يغتالون، بالاتفاق مع استخبارات العدو، العلماء والاساتذة وضباط الجيش، ولديهم جداول بـ (3500) عراقي منهم بهدف قتلهم... وقتلوا لغاية اليوم (38) طيارا من جدول يضم (158) إسما، لانهم حاربوا ايران دفاعا عن عراقهم؛
- جهزوا ميليشيات بدر والحكيم التي تتكلم العربية لتحمي القوات الامريكية باسم الاسلام في معركة المدائن (المدينة التي بها آثار الامبراطورية الساسانية)، ارسلوا قواتهم لقتل اهلها واحتلالها وتوطين مئات العوائل الإيرانية بها، ولكن الله اوقعهم في مصيدة خسروا فيها (558) من جنودهم؛
- يطالبون بتعويض (300) مليار دولار ثمنا لحرب الثمان سنوات؛
- وتقول قياداتهم السياسية (لولا ايران لما استطاعت امريكا احتلال العراق)؛
- وأمرت قياداتهم الدينية بـ (عدم مقاومة الاحتلال الأمريكي)؛
- وقال رئيسهم القادم في حملته الإنتخابية (إنه إذا فاز بالانتخابات سيرجع العلاقات مع الولايات المتحدة لأنها أهم قوة في العالم، وإيران أهم قوة في المنطقة)؛
- وكما احتل البرامكة القدماء على مفاصل الدولة العباسية للعمل على هدمها من الداخل، احتل البرامكة الجدد وزارتي الداخلية والدفاع في العراق، ويحاصرون مناطق في بغداد ويغتالون رجال الدين ويخطفون ابناء العراق نهارا جهارا لاعدامهم في الصحراء؛
وأخيراً، بلغنا أن المقاومة الوطنية في العراق قد أعلنت عن بدء عملياتها لـ "اجتثاث البرامكة" في العراق، وأعلنوا عن نزول "هارون الرشيد" إلى شارع الرشيد في بغداد رافعاً سيف الإسلام ومعلناً مواجهته لكل الغادرين الذين لم يتوقفوا عن غدرهم للعراق وأمة العرب والإسلام على مدار التاريخ...
وإن "يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم" (علي بن أبي طالب)