ما بين سجون أبوغريب وسجون صولاغ

"أكو آثار ضرب، ماكو قطع رؤوس"، هذا ما قاله بيان جبر {وإسمه الحقيقي بيان صولاغ} (تلفزيون الجزيرة، 18 نوفمبر 2005/الأخبار) أو المدعو بوزير داخلية العراق معلقاً على ما تسرب من أخبار حول تعذيب عصابات وزارة الداخلية للمعتقلين العراقيين في أقبية الوزارة للتبرير بإن التعذيب لم يتجاوز الضرب ولم يصل إلى القتل وقطع الرؤوس، وهذا يذكرنا بتصريح موفق الربيعي {وإسمه الحقيقي كريم شاهبور} عندما نشر الإعلام الأمريكي عن تعذيب الأمريكان للمعتقلين العراقيين في سجون أبوغريب، التي تضم أعداد كبيرة من العراقيات أيضاً، والتي تم أغتصاب أعداد منهن، ذلك التصريح الخالي من أدنى درجات الكرامة، بقوله "لا يتجاوز عدد المعتقلات عن 125 إمرأة فلماذا هذا التضخيم في الأخبار!!"...

هذا هو العراق الجديد، الذي أصبح تحت سيطرة كل أعدائه التاريخيين من اليهود والفرس، والإنجليز والأمريكان، فهل يمكننا تخيّل حقيقة تعامل كل هذه الحكومات "المتحضرة والمتمدّنة" مع هذا الشعب المغلوب على أمره...
لقد تحوّل العراق منذ بداية الغزو والاحتلال الأنجلوأمريكي والصهيوصفوي إلى أرض الثارات التاريخية، والتعاون يجري بين كل أعداء العروبة والإسلام للإنتقام من هذا الشعب الذي قاوم ويقاوم الصليبيين والشعوبيين وأعداء الأمة على مدار التاريخ... وما يجري هناك اليوم هو فصل واحد من فصول التاريخ الحاضر والقادم، وهو جزء مما هو مخطط للشعب العربي منذ بدايات الحرب الصليبية التي لازال يحمل لوائها الفرنجة طوال قرون طويلة، والحرب الشعوبية التي تشتعل نيرانها العصبية منذ أن أسقط الإسلام إمبراطورية كسرى فارس منذ أربعة عشر قرناً...
وبهذه المناسبة ننشر أدناه آخر خبر وصلنا (عند كتابة هذا المقال) من "جمعية ضحايا سجون الاحتلال الامريكي" (1H1050 NGO) في بغداد وهي الجمعية التي أسسها "علي القيسي" المعروف بـ"الحاج علي"، ذلك العراقي الذي ظهر في صور التعذيب في سجون أبوغريب واقفاً على صفيحة مغطى الرأس والوجه، ويدين مربوطتين بأسلاك كهربائية، ليصبح رمزاً لضحايا التعذيب الأمريكي في العراق، ويقول الخبر:
"22/11/2005... حوّل الاحتلال الأمريكي مدينة العبيدي (في العراق) إلى مدينة منكوبة بسبب العمليات العسكرية الوحشية التي بدأها على هذه المدينة قبل أيام كما أفاد شهود عيان.
وقال الشهود إن قوات الاحتلال وجهت إنذاراً لأهالي المدينة بالخروج منها وإخلائها خلال نصف ساعة فقط بينما طلبت من الرجال البقاء في منازلهم.
وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال بدأت بقصف جوي مكثف على المدينة فأدى القصف إلى إلحاق أضرار بالغة بالمنازل ثم قامت قوات الاحتلال بعد هذا القصف الوحشي بحملة اعتقالات واسعة شملت من تبقى من الرجال حياً وتركت من استشهد منهم تحت أنقاض المنازل والبنايات المهدم.
وذكر الشهود أن الأهالي المشردين بقوا في العراء لمدة يومين حيث يعانون من البرد الشديد، وتساقط عدد من النساء والأطفال مرضى نتيجة البرد والأحوال السيئة التي يمرون بها، كما أن إحدى النساء الحوامل أتاها المخاض في العراء والبرد فولدت هناك.
وأوضحوا أن العوائل التي لم تتمكن من الخروج من المدينة، لضيق الوقت الذي أمهلتهم القوات المحتلة للخروج، قد أبيدت ولم يخرج منها احد حياً ولاتزال كثير من الجثث تحت الأنقاض حيث ذكر احد الأشخاص ان عائلته المكونة من 8 اشخاص قد ماتوا جميعا ولا يزالون تحت الانقاض ولم ينجو منهم احد الا رب العائلة الذي لم يكن موجودا في البيت اثناء القصف الجوي .
وقالوا إنه بعد انتهاء القصف الجوي الأمريكي تبين أن عدد المنازل التي تم تدميرها بالكامل بلغ 150 منزلاً أما المنازل الأخرى فقد لحقتها أضرار متفاوتة.
وطالب أهالي مدينة العبيدي جميع الهيئات الاغاثية والانسانية وكل المنظمات إلى إرسال المساعدات فورا الى المدينة المنكوبة.
توقيع: جمعية ضحايا سجون الاحتلال الامريكي"
هذا نموذج من الحياة اليومية في العراق "الجديد"، الذي بات مادة إعلان في الفضائيات، لإبرازه في صورة وردية ترفل بالديمقراطية التي ستشع على المنطقة بكل ما بها من جرائم "أولاد آوى" الإرهابية والطائفية والعنصرية والدولية...