بأي ذنب يُقتلون!!...

بإسم المدنية والتحضّر، وبقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبمفاهيم الحضارة الغربية الاستعمارية المتوحشة، وشعارات العصر الجوفاء، يمارس الغرب كل سياساته القذرة ضد الأمة العربية، وتمارس الإدارتين الأمريكية والبريطانية متعة قتل البشر وإذابة لحومهم بأسلحته الفتاكة، وإشاعة الفوضى والدمار الكامل في حرب الإبادة الجماعية ضد العرب في العراق، وتطلقان يد الصهيونية، صنيعة الحضارة الغربية الدموية والوحشية، لتقتل الأطفال والأبرياء في لبنان، في حروب وحشية لا سبب لها سوى الجشع المادي المطلق واللانهائي، وإشباع النفوس المريضة والمجرمة واللاإنسانية التي يعيشها هذا الغرب مع مبادئ الليبرالية الغربية، (ما هو نافع بالنسبة لي فهو "الخير"، وما هو ضار بالنسبة لي فهو "الشر")، وقيم ليبراليتهم التي تؤكد إنهم وحدهم يستحقون "تحقيق أكبر قدر من المنفعة، مقابل أقل قدر من الألم"، أما الآخرون فإنهم يستحقون العكس تماماً.. الآخرون يستحقون "أقل قدر من المنفعة، مقابل أكبر قدر من الألم".. ومادام هذا الغرب هو الطرف الأقوى القادر على تسخير كل الشرور والرذائل والخبائث السياسية في خدمة إبقاء سيطرته على ثروات العالم، سيبقى البشر والأمم الأخرى، في منظورهم عبارة عن كيانات بشرية متخلفة، ضعيفة، تابعة، ومسخّرة كالعبيد في خدمة أسيادها الغربيين..

كيانات لا تستحق أفضل من حياة السٌخْرة... فبنوا نهضتهم الغربية المعاصرة والمادية والمفرّغة من كل القيم الإنسانية التي اكتسبها البشر مع تعاقب الحضارات الإنسانية في التاريخ، لتتميّز الإنسان عن الحيوان، بنوها على أشلاء وآلام هذه الأمة العربية المنكوبة...
إنهم ليسوا بحاجة لذرائع وتبريرات وأسباب لقتل الشعب العربي، فهم من يصنع اللعبة، وقواعدها، وهم من يلغي هذه القواعد أو يعدّلها، وهم من ينهي اللعبة أو يبدّلها، بالقوة... فلا اعتبار لغير القوة الغاشمة في علاقات الغرب مع الآخرين.. بالقوة يحكمون ويتحكّمون. ولأنها قوة غير شريفة، وقوة لاإنسانية، فهي تواجه دائماً الضعفاء الذين يصنعونهم ويمعنون في إضعافهم.. ولم يعد العقل البشري قادراً على تصوّر مدى الغي الذي يمكن أن يتمادوا به، فبعد قتل البشر "كالنمل" في العراق، وبعد قصف الأعراس والنساء في أفغانستان، ودك الملاجئ والبيوت والمدنيين والشوارع في لبنان وجرف الشجر والبشر والسكن في فلسطين، فإن الجرائم الغربية في المنطقة العربية لم تعد لها حدود حتى بالخيال. وتحت ظل الشعارات المرفوعة للحق والعدالة والتسامح، التي بريقها يعمي العيون، ويلجم الألسن، تمارس قوى الغرب جرائم يندى لها الجبين ضد البشرية والإنسانية... وفي حربها ضد الإرهاب، الذي وضع له تعريفاً بأنه "ممارسة قتل الأبرياء"، يقتل الغرب مئات المدنيين الأبرياء يومياً في فلسطين وفي العراق وفي لبنان، في حروب لا مبرر لها ولا هدف سوى القتل والدمار... فليس هناك مبرر أو هدف لقتل الأطفال، ودفن البشر تحت الأنقاض وهم أحياء، واغتصاب الرجال والنساء والأطفال البؤساء، ونشر الخوف والرعب والفزع والرذيلة في المجتمعات، وقتل العقول، وتشريد العجائز والشيوخ، وتدمير المعابر والجسور، المدن والقرى، والمتاجرة في الأعضاء البشرية للأسرى الأبرياء...
إنه الغرب الذي جاءنا منه الصليبيون على مدى مائتي عام لمحاربتنا واحتلال أراضينا، وامتلاك ثرواتنا ومحو تاريخنا...
عادوا يا صلاح الدين، عاد الصليبيون إلى غيّهم وحربهم ضدنا، عادوا مدججين بكل أسلحتهم المدمّرة، وعقولهم المريضة ونفوسهم العطشى للدماء...
هاهم في ساحات المدن وليس في جبهات الحرب، يقتلون من الأبرياء كل يوم وكل ساعة ودقيقة المئات، يقتلون المدنيين وليس العسكر، يحتلون بلداننا وينهبون ثرواتنا ويسلبون مستقبل أطفالنا...
ولا حق لنا أن نسأل بأي ذنب يُقتلون يا صلاح الدين...
إنها حروب لا تمارسها الحيوانات المفترسة في غاباتها، لأن للطبيعة قِيَمها.. يا صلاح الدين..
وما لنا إلا أن نسألك، ياترى من سيتصدى لهم قبل أن يُكملوا هلالهم ويزحفوا على باقي أرض العروبة والإسلام؟!!.. يا صلاح الدين...
نستصرخك يا صلاح الدين.. واإسلاماه... واإسلاماه..


كلمات دالة: