بعد ربع قرن من التضليل..

سجِلوا هذا الحدث في أوراقكم، وليس فقط في ذاكراتكم.. اليوم، هو الثلاثاء، التاريخ، هو 5 سبتمبر 2006، والمكان، هو مدينة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، والمصدر هو صحيفة يو إس أي تودي (USA Today) اليومية، التي نشرت حواراً مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لينطق بالحقيقة، ويخلع ثوب الرهبنة المقدّس الذي ألبسوه إيران وقادتها..
الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قال "إن على القوات الأمريكية البقاء في العراق إلى أن تتمكن الحكومة العراقية من السيطرة على الأمور في البلاد"، ليؤكد رجاء إيران ببقاء "الشيطان الأكبر"، المحتل الأمريكي، على أرض العراق خوفاً من أن يستلم العراقيون حكم بلادهم؛


الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قال "لا يمكننا أن نترك هذه الحكومة التي شُكّلَت حديثا تحت رحمة إرهابيين ومتمردين"، واضعاً المحتل الإيراني بمرتبة المحتل الأمريكي اللذين لا يجب أن يكونا حريصين بألا يتركا العراق للعراقيين؛
الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قال "إن إيران ليست عدوة الولايات المتحدة وإن البلدين لهما مصالح استراتيجية مشتركة في العراق وأفغانستان" ليؤكد موقف إيران الحقيقي الصديق للولايات المتحد الأمريكية وهو الهدف الرئيس لهذه الزيارة التي تمثل الأولى من نوعها لمسؤول إيراني منذ قيام الثورة عام 1979؛
وبعث خاتمي رسالة إلى الإدارة الأمريكية من خلال هذا الحوار الصريح، عندما قدّم لها رجاءاً بفتح باب المفاوضات المباشرة مع الإدارة الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني، ليكشف عن مدى الخوف الإيراني من فرض العقوبات الاقتصادية التي تلوح بها أمريكا، رغم كل استعراضات العضلات واللامبالاة التي يديرها الرئيس نجاد للاستهلاك المحلي والإقليمي؛
وفي رسالة أخرى بعث خاتمي باعتراف كاذب إلى الإدارة الأمريكية بقوله أن إيران لم تسلّح الشيعة في العراق، ليكشف عن مدى خوف بلاده من أن يُدرج أسمها في قائمة الإرهاب، بعد التهديدات الأمريكية الأخيرة.
إن زيارة الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، للولايات المتحدة في هذا المرحلة الدولية والإقليمية الخطيرة، وكل كلمة من تصريحاته التي انطلقت بتصويب مباشر نحو هدفها، والتي استدعتها ضرورات المرحلة، كشفت من جهة، عن الوجه الآخر والخفي لإيران، والمدى الذي يمكن أن تذهب به سياسات إيران في تحالفاتها مع الشيطان للوصول إلى أهدافها.. ومن جهة أخرى، تشير بوضوح أكثر إلى مستويات كبيرة من الضعف وصلت لها الإدارة الإيرانية مؤخراً، بعد أن كشفت كل دول المنطقة، التي تحيط بها شرقاً وغرباً وشمالاً، أكاذيبها وأدوارها الخطيرة، سواء داخل العراق أو خارجها، وسواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، تلك الأدوار التي تخطت كل الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء، إجمالاً...