البحرين بين الانتخابات والاستحقاقات

لا يمكن الفصل بين الاستحقاقات الانتخابية القادمة في البحرين وبين تطورات الأحداث الإقليمية التي يتصدرها الشأن العراقي بكل تجلياته الخطيرة...
وباختصار شديد، نوجز أهم هذه التجليات في الحرب الطائفية المستعرة في العراق، والتي كُللت بمطالبة الائتلاف الشيعي في البرلمان بالتقسيم الفيدرالي للوسط والجنوب العراقي بدعوى إيقاف نزيف الدم والاقتتال بين الطائفتين..

وهذه النتيجة الخطيرة التي باتت واضحة للمراقب العادي لم تكن خارج توقعات المحللين السياسيين، رغم اطمئنان الأنظمة العربية للوعود الغربية بالحفاظ على وحدة العراق..
ولأن الخطوط الطائفية متداخلة في المنطقة بين العراق والخليج ولبنان واليمن و... فإن خريطة العراق المجزأ عندما تتبلور ستكون نموذجاً لدول الجوار، وهذا ما يتم وضع لبناته من خلال أحزاب الإسلام السياسي في المنطقة، بعد أن تحولت إلى مؤسسات تدعو لحقوق المحاصصة الطائفية في التشريع والتعليم الخدمات وغيرها..
ومهما حاولت الأحزاب الإسلامية في البحرين أن تُخفت صوتها أو تعدّل صورتها كاستحقاق انتخابي خلال الفترة القصيرة القادمة للوصول إلى قبة البرلمان، فإنها لن تتمكن أن تنفي عن نفسها صيغتها الطائفية التي سيعلو سيطها غداً في الجلسات البرلمانية، وينقسم خلفها الشارع، للضغط باتجاه تحقيق مطالب طوائفها...
وإن كان هناك صمام أمان يمكن أن يحمي المجتمع من الدور السلبي لهذه الأحزاب الإسلامية خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البحرين والمنطقة، فهو الحس القومي والقوميون المترفعون على الطائفية والحريصين على الدين والوطن والأمة..
القوميون هم طوق النجاة الذي سينقل المجتمع من واقع التقسيم إلى الوحدة الوطنية.. بعيداً عن كل الشعارات المزيفة.. فهل سيصل هؤلاء إلى حيث يمسكون بالصمام ياترى؟؟!!


كلمات دالة: