سمعنا جميع الأطراف، عدا المقاومة.. فلنسمعها.. (2)

وبعد التحليل السابق، وبتاريخ 20 نوفمبر 2006، أعلنت المقاومة رؤيتها عن المرحلة القادمة التي وضعتها على أسس معينة بدءاً بإن الحزبين (الأمريكيين) كلفا لجنة بيكر لغرض إيجاد حل للحرب مع الإحتفاظ بالهدف الإستراتيجي الأمريكي... وإن الكونغرس الجديد يحتاج إلى شهرين لممارسة عمله والوقوف أمام المشاريع الحربية الدائرة وجيشهم الذي لازال حراً في العراق بقيادة (أبو زيد) الذي يريد تخويف العالم بحرب عالمية ثالثة في حال الانسحاب.. وإن للرئيس الحالي سنتين سيستمر خلالهما في حربه بالإلتفاف على الكونغرس، "إلا إذا أجبره الضغط السياسي من الداخل للإنسحاب أو ربما تنحيته بسبب فضائح قانونية صارخة كما حصل مع نيكسون، والدليل أنه إختار وزيراً جديد للدفاع من دهاليز المخابرات أسوأ من رامسفلد، فهو بطل تنظيم حروب الخليج والشرق الأوسط".. وبناءاً عليه، تركز المقاومة على إنه "يجب أن لا يتسرع أحد ويتصور أن المحتل راحلٌ غداً، فهو لن يرحل إلا بعد قتال مرير وتضحيات هائلة".. وتعيد قولها بإن المحتلين "سيفجرون حرب الطوائف علناً" وبيد الميليشيات، ليثبتوا للعالم بأن "طائفتهم في خطر لتدخل إيران مباشرة وعلناً لحمايتهم وإدارة الجنوب كإقليم، إقتصادياً وسياسياً".. وسينجلي الغبار حينها عن مرتكبي هذه المذابح والتفجيرات في العراق..
ولكن الأهم من كل هذا هو الأهداف الامريكية في هذه الحرب، والتي تقول عنها المقاومة إنها "أولاً: التحكم بمخزون النفط العراقي الذي يزيد عن السعودي ليصبح القرن الحالي للطاقة أمريكياً، والإحتفاظ به كإحتياط لأمريكا، والدليل أن الإحتلال لم يصرف دولاراً واحداً لحفر بئر جديد أو لصيانة بئر قديم، بل هناك فقط دراسات لمخزونات النفط والغاز وسرقة بحوث الشركات الروسية والفرنسية.

وهذا يدل على أن الرؤساء يتبدلون والهدف لا يتبدل.. ثانياً: تقسيم العراق بإسم الطائفة والقومية وهو مشروع إنكليزي سابقاً ويهودي لاحقاً لتدمير قوته العربية والثقافية والعلمية والعسكرية، ثم لينقرض بالقتل والتهجير والجوع بعد إلغاء الدولة والجيش والصناعة والزراعة والكهرباء والصحة وتقليص الولادات، والدليل إنه بعد ثلاث سنوات قُتِلَ مليون عراقي وهاجر ثلاثة ملايين.. ثالثاً: تعيين حكومات المحتلين لتعترف بإسرائيل (...)، فهناك عوائل تودع بإسمها مليارات الدولارات مقابل خيانة الدين والوطن والأمة وقتل الشعب، وإذا رفضوا، تم تحجيم نفوذهم وصودرت أموالهم.. رابعاً: تركيع الدول المجاورة.. خامساً: الإثخان بالمسلمين على إعتبار أن الحملة صليبية، وبالتالي جعل دمائنا قرباناً لمن يعتقدون أنهم يقتلون بإسمه تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا".
ولكن ما هي النتيجة؟.. وتجيب المقاومة "إن الأمريكان يقتلون ويدمرون ثم يبحثون عن الخطأ، وهذا ما حصل في العراق، فهم لم يدرسوا تاريخنا ولم يختلفوا عن المغول، فقد أعماهم النفط وبنوا جداراً من الحقد والثأر طوله ألف سنة ضوئية بينهم وبين العراقيين، ولا أمل لهم بالبقاء بإعترافات جنرالاتهم.. أما التقسيم، فأصبح خطراً عليهم وعلى تركيا والسعودية، وأصبح حلفهم مع إيران خطراً على الخليج برمته، وفتح شهية روسيا والصين وأوربا بعد سقوط الديناصور الأمريكي!.. وأما كلفة الحرب، كما وعد (باول) فأصبحت عكسية، إذ تدفع الخزينة الأمريكية ثمانية مليارات دولار شهرياً عدا ما تقدمه دول الجوار. وأخيراً بادرت شعوب العالم تطالب برؤوس تجار الحرب فانعزلت أمريكا دولياً!.. وأخيراً بدأ الصراخ! فالديمقراطيون يهاجمون بوش متى تنتهي الحرب؟، وبوش يرد، أروني برنامجكم للخلاص!".
بعد كل هذا التحليل تعلن المقاومة العراقية بالمقابل أهدافها فتقول: "سألتنا إحدى الفضائيات، ما هي أهدافكم لنعلنها تمهيداً لقبول الحكومة الأمريكية بالتفاوض، فقلنا تجدونها في نشراتنا السابقة، قالوا إنها تعجيزية، فقلنا عندما عرضت قريش على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المال والجاه مقابل إلغاء الدعوة للإسلام رفض، ونحن شعب عربي مسلم، كيف نقبل بالغاء ديننا وعروبتنا ووطننا إرضاء لليهود والحرب الصليبية، وهم يحاربون شعوبنا منذ ألف سنة؟ ثم من يعوضنا عن تدمير الوطن وحياة مليوني شهيد؟ لهذا لن تجدوا عراقياً شريفاً يقبل بالإحتلال!.. ختاماً قالوا لن نستطيع إذاعة نشرتكم فهي (حادة)، فقلنا أن الطلقة، أصدق أنباءً من الفضائيات والحق حاد كحد سيف المؤمنين الصادقين!".
وبعد كل ذلك، ولتوضيح الصورة لمن يعتقد بالمفاوضات، ولقطع الطريق على من يرددوا سخافة الحرب الأهلية بين "شعب حكم نفسه ستة الآف سنة" أعلنت المقاومة حلولها المرحلية (لمن يرغب التعرف عليها الرجوع لموقع المقاومة على الانترنت).. دون أن تنسى الإعلان عن إنه إذا رفضت حكومة واشنطن الحلول واستمرت بإدعاء مفاوضات وهمية فذلك يعني إنه ليس هناك حلاً مع المحتلين، لتبقى أنهار الدماء، وتشحن جثث الغزاة، وليعلن المحتلون أخيراً إنتصارهم بعد مقتل آخر جندي أمريكي على أرض الرافدين ونعى الإمبراطورية الأمريكية.
"أما الشعب العراقي، فهو باق حتى لو كان جريحاً أو مهجراً، لأنه سينتصر بحق وبإذن الله"..