أُسدل الستار على أبشع كذبة في التاريخ.. أسلحة الدمار الشامل

يوم الخميس 30 يونيو 2007، أُنْهِيَت مهمة لجنة الأمم المتحدة المكلّفة بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق، بعد 16 عاماً (1991-2007) من العمل، ليُسدل الستار على أكبر كذبة وأبشع تضليل قادته الأمم المتحدة ضد العراق لصالح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث قدّمت هذه اللجنة آخر تقاريرها في 1260 صفحة لمجلس الأمن تذكر فيه إن "ما قاله العراق في العام 1991 بخصوص أسلحته كان صحيحا.. وإن التلهف الامريكي والبريطاني على غزو العراق عرقل عمل اللجنة".. ورغم ذلك بقيت كل الدول العربية في صمتها، والتزمت الفضائيات العربية ونجومها السكوت، وإن خرجوا جميعاً عن الصمت والسكوت فهو لتكرار ذات الأضاليل التي مارسها الغزاة والمحتلون ضد العراق ونظامه..
ستة عشر عاماً عاشه العراق وشعبه في مسلسل دموي لا مثيل له في التاريخ البشري بدعوى امتلاك هذا البلد لأسلحة الدمار الشامل.. بدءاً بثلاثة عشر عاماً من الحصار الاقتصادي الذي تم به تجويع العراقيين، وتجريد العراق من كل عناصر القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والعلمية، وموت نصف مليون طفل وما يزيد على مليون عراقي لنقص الغذاء والدواء، وتفشي أبشع انواع الأمراض السرطانية القاتلة والتشوهات الخلقية بسبب انتشار اليورانيوم من الأسلحة والدبابات والذخائر الإمريكية والغربية..

مروراً بتقسيم العراق وفرض مناطق حظر الطيران العراقي على أراضيه، وغارات جوية وقصف بالصواريخ دون انقطاع.. انتهاءاً بغزو واحتلال انجلوأمريكي دُمّر العراق حتى تحوّل إلى خرائب ينعق بها الغربان، ولايزال مسلسل الاحتلال والموت والقتل الجماعي والتدمير الممنهج مستمراً بشكل يومي..
وفي هذا يذكر الدكتور عبد الحق العاني، الخبير في القانون الدولي إنه "لقد كان فرض الحصار التام على العراق لمدة تجاوزت الأثني عشر عاما عملية إبادة ومن أراد التيقن من ذلك ما عليه إلا أن يراجع تعريف الإبادة التي حرمتها اتفاقية منع الإبادة لعام 1948 ليكتشف أن الحصار هو بالضبط ما قررت الإتفاقية المذكورة منعه"..
أما العراق المحتل اليوم، أي مع إسدال الستار على كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت ذريعة الإحتلال، فتصفه آخر تقارير منظمات الأمم المتحدة كالتالي:
1- تقرير مجلة لانسيت الطبية البريطانية في عددها الصادر في أكتوبر 2006 يقول إن 655 ألف عراقي قتلوا منذ الإحتلال الأمريكي للعراق حتى مايو 2006، ومن يتابع نشرات الأخبار لا بد أن يجزم إن العدد قد تجاوز المليون قتيل عراقي حتى الآن، لأن التقارير الأمريكية تؤكد موت ما يزيد على 1500 عراقي كل شهر؛
2- تقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الصادر في 18 يونيو 2007، يؤكد هجرة 5 ملايين عراقي من منازلهم منذ الإحتلال الأمريكي للعراق، نصفهم هاجر إلى خارج العراق والنصف الآخر نزحوا مناطقهم ليسكنوا في الخيام أو في العراء هرباً من المذابح والقتل اليومي؛
3- إحصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في إبريل 2007 تشير إلى إن في العراق، حتى تاريخه، ما يقارب 5 ملايين يتيم، و2 مليون أرملة، و900 ألف طفل معوق؛
4- إحصائيات وزارة التخطيط العراقية الصادرة في مايو 2007 تؤكد أن 9 ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر، و60% من مجموع الأيدي العاملة العراقية عاطلة عن العمل؛
5- تقارير اليونسيف الصادرة في أبريل 2007 تؤكد إن وفيات الأطفال في العراق هي الأعلى عالمياً، و30% من التلاميذ العراقيين يذهبون إلى المدارس، و25% من من أطفال العراق يعانون من أمراض سوء التغذية.. ولازال العالم يحتفظ في ذاكرته الصور التي نشرت على الفضائيات يوم 19 يونيو 2007 والتي كشفت عن جرائم تعذيب وتجويع وإغتصاب الأطفال الأيتام في دار حكومية لرعاية الأيتام في بغداد؛
6- تقرير مكتب المنسق الإنساني للأمم المتحدة الصادر في نيسان 2007 يؤكد أن 400 طفل عراقي يصبح يتيما كل يوم في بغداد بسبب العنف، ولا معلومات لدينا عن المدن العراقية الأخرى؛
7- إحصائية وزارة الصحة العراقية تؤكد أن 24 ألف عراقي تعاطوا المخدرات عام 2006، بينما كان العراق من البلدان الخالية من آفة المخدرات قبل آفة الإحتلال، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير عراقية بأن مناطق زراعة الشلب في الفرات الأوسط تحولت الى زراعة الأفيون؛
8- تقرير مراقبة حقوق الإنسان لعام 2006 يؤكد إن خمسين ألف عراقي معتقل حتى تاريخه في سجون الإحتلال وسجون وزارة الداخلية والدفاع بدون تهمة محددة، مع التأكيد على ممارسة أبشع أنواع التعذيب في هذه السجون؛
9- تقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق للفترة من يناير إلى مارس 2007 يشير الى إنتشار عمليات الإعدام خارج أطار، القانون والقتل المنظم والقتل العشوائي، وإغتيال العلماء والأكاديميين، وإنتهاكات للقانون ترتكبها المحكمة الجنائية الخاصة، وإنتهاكات بشعة لحقوق الإنسان تجري في العراق؛
10- التقارير الأمريكية تؤكد انعدام الماء الصالح للشرب في العراق، والعراقيون يحصلون على الطاقة الكهربائية بمعدل ساعتين في اليوم، على أمل أن يرتفع هذا المعدل إلى ست ساعات في اليوم مع العام 2010 ضمن خطة إعادة إعمار العراق التي لم تبدأ بعد.
هكذا استباحوا العراق بواسطة 150 ألف عسكري أجنبي وأكثر من 100 ألف مرتزق وأعداد من المراجع والفتاوى الدينية، وعاثوا على أرضه تدميراً وقتلاً واغتصابا، وهم يجتهدون في عملهم للإبقاء على الإحتلال حتى الوصول إلى إنهاء كيان العراق الواحد..