دارفور.. بعض الحقائق المغيّبة

جاءت هذه الحقائق، أدناه، عن دارفور في تقرير لجنة السودان المنبثقة من اجتماع المؤتمر القومي الإسلامي في الدوحة (21-22 ديسمبر 2006)، لتوضيح هذه القضية السودانية التي جعلتها الدوائر الغربية في قمة أولويات الإهتمام الدولي:
تبلغ مساحة إقليم دارفور 510000 (خمسمائة وعشرة آلاف) كيلومتر مربع (أي ما يعادل مساحة العراق تقريباً)، وتقع على حدود مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، ويعيش على أرضها خمسة ملايين نسمة، يشكلون 1/6 (سدس سكان السودان)، 65% منهم عرب، وكلهم مسلمون.
يزخر إقليم دارفور السوداني بثروات معدنية هائلة أهمها البترول واليورانيوم والنحاس، كما يزخر بثروة حيوانية كبيرة.
يعيش سكان دارفور العرب على الرعي (رعاة)، والأفارقة على الزراعة (مزارعين)، ويذكر تاريخهم إن صراعات أهلية تحدث بينهم منذ أكثر من مائة عام بسبب شح المياه..

وقد تم استغلال الصراع الذي حدث بين الرعاة والمزارعين في عام 2003 لإفتعال أزمة سياسية وقبلية حينها، خصوصاً إنها جاءت مع قرب انتهاء قضية جنوب السودان التي تم تسويتها في آخر مؤتمر عقد بين أطراف الصراع في كينيا في ذات العام. وكالعادة لعب الإعلام الغربي لعبته في تصوير هذا الصراع الدوري على أنه حلقة من سلسلة حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية والاغتصاب التي يقوم بها العرب ضد الأفارقة.. حيث نجح هذا الإعلام، لفترة قصيرة، في استقطاب انتباه العالم نحو (قضية) دارفور الملفّقة للتغطية على الجرائم التي ترتكب في العراق وفلسطين.
وأيضاً كعادتها، تعمل الدوائر والسياسات الأمريكية والغربية في إفتعال فتن قبلية بين العرب والأفارقة في دارفور، ورسم صورة سيئة للعرب في السودان وأفريقيا، وإحداث حالة من التقارب بين سكان السودان الشمالي من غير العرب وجنوب السودان لتطوير تحالف استراتيجي يستفاد منه في تبديل هوية السودان العربية الإسلامية وفق مقتضيات مشروع السودان الجديد ليتم انتزاعه من محيطه العربي لما تزخر به أراضي هذه المناطق من ثروات طبيعية هائلة أهمها البترول.
لذلك يعد مشروع السودان الجديد هذا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولايزال الصراع حوله محتدم حيث رفضت الحكومة السودانية دخول قوات أممية لهذا الإقليم في سعيها لمنع التدخل الأجنبي وصون هوية واستقلال وسيادة السودان.. إلا إن الحالة السياسية السودانية تعاني من نفس الأمراض العربية التي تسمح بإختراق العدو لسيادة أوطاننا وأحياناً إلغائها..
والمطلوب الدعوة والتداعي بين الإعلام العربي ومؤسسات المجتمع المدني والأنظمة العربية لتدارك قضية دارفور قبل أن تدخل أجزاء من السودان في دائرة الاحتلال، أيضاً..


كلمات دالة: