لم تهتم وسائل الإعلام في بلاد الغرب يوماً بشأن عربي إلا ضمن استراتيجيات دوائر إستخبارات تلك البلاد.. ولم يتحرك جهاز إعلامي غربي على أمر عربي إلا بأمر من دوائر الغرب الرسمية العاملة باستراتيجيات طويلة المدى في إبقاء منطقتنا العربية بقبضة السيطرة والهيمنة الغربية إلى أن يأتي أمر الله بنفاذ بحور النفط التي نعوم فوقها..
ضمن هذه الحقيقة تعمل أجهزة الغرب الإعلامية، بقيادة هيئة الإذاعة البريطانية ألـ بي بي سي BBC، والأمريكية الـ سي إن إن CNN..
وضمن هذه الحقيقة يتحرك هذان الجهازان لتأجيج المزيد من الطائفية في البحرين بما صدر منهما مؤخراً من برامج وحوارات تمت إدارتها على أرض البحرين، ومع أفراد بحرينيين معينين يدورون في فلك تلك الاستراتيجيات..
فإذا وعى البحرينيون لهذه الحقيقة الإعلامية الاستعمارية، التي رغم كل إمكانياتها التقينة والعلمية والبشرية لم تتمكّن من إخفاء دور الاستعمار الغربي البريطاني الأمريكي وممارساته المتوحشة والعدوانية والإجرامية والعارية من أدنى معيار أخلاقي أو إنساني في العراق، إذا وعى البحرينيون لكل هذا الذي يمارسه هؤلاء المتحضرون ضد الإنسان والتاريخ والحاضر والمستقبل العراقي، فلن تجد الـ بي بي سي، والـ سي إن إن سيئتي السمعة، من يسمعهما أو يصدّقهما في دعاواهما الطائفية والتدميرية في مجتمعاتنا.. فهذين الجهازين هما رمز التفوق الإعلامي الاستعماري الذي يعمل كل يوم على دفعنا للمزيد من التخلف وإلهائنا بالمزيد من الفتن والمعارك والصراعات الداخلية.. وهذه هي حقيقتهما القذرة منذ تأسيسهما وتسلطّهما على فضائنا المفتوح..
نعم هكذا وبكل بساطة، شاهدوا ما يعمله المحتلون في العراق من إجرام ولاأخلاقية، لتعرفوا لماذا هذين الجهازين الإعلاميين الإستعماريين يستهدفاننا في البحرين، وفي باقي الأرض العربية بوسائل إجرامية ولاأخلاقية.. فلا تغشكم دعاوهم بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، فهي عسل مسموم قادر على فناء أمة.. وهي ستائرهم الحريرية الحاجبة لطبائع الكذب والاستبداد الغربي..
