في زمن الأثنيات . . كردي جاهل أفضل من عربي عاقل . .

طلعت علينا صحيفة "أخبار الخليج" يوم أمس الثلاثاء، 22 أبريل 2008، بخبر طرد أحد صحفييها من مؤتمر صحفي لمن يُدعى بوزير خارجية العراق المحتل، بواسطة أحمد الآغا، الوزير المفوض بسفارة العراق المحتل في مملكة البحرين، في سابقة لم تشهد مثلها البحرين حتى قبل عهد الديمقراطية، حيث علل الوزير المذكور للصحفي بأنه وحكومته (الموقرة) "ترفض التعامل مع أشكال أنور عبدالرحمن والسيد زهره"، الأول رئيس تحرير الصحيفة والثاني أحد ألمع الأقلام الوطنية والقومية في المملكة . .
ورغم أن الحادثة ليست بغريبة على أخلاقيات وسلوكيات من قام بها، فإننا أحببنا إطلاع القارئ الكريم على نبذة من سيرة السيد أحمد الآغا، وهي ما يخص الفترة التي عاش فيها بالبحرين، حيث ما سبق هذه الفترة يعد مجهولاً وغير معروف . .
وصل الآغا، وهو عراقي من أصول كردية، إلى البحرين قبل غزو واحتلال العراق بفترة وجيزة باسم أحمد الجلبي، لهدف غير معروف، إلا أنه بات معروفاً فيما بعد بأنه كان ضمن لعبة الاحتلال في توزيع كوادر "عراقية" تم إعدادها لفترة الاحتلال والحكومة الجديدة. .

وصادف أن حصل على عمل في تلك الفترة بإحدى شركات مجموعة الهلال التي يترأس مجلس إدارتها السيد أنور عبد الرحمن، وقضى فترة قصيرة فيها حيث طلبت منه الإدارة تقديم استقالته لسببين رئيسيين، الأول: لكراهيته للعرب والعروبة، والتي لم يخفها يوماً، ثانياً: لتقاعسه وعدم مهنيته في العمل . . ويذكر من يعرفه عن قرب أنه لم يتمكن من الحصول على عمل بعد ذلك، وكان عاطلاً . .
بعد الاحتلال بأسابيع سافر أحمد الجلبي إلى العراق، وعاد بعد أيام حاملاً اسمه الجديد (القديم) وهو أحمد الآغا، وخصوصاً أن اسم (الجلبي) بات لصيقاً بأخس وأحط أنواع خيانة الأوطان في شخص وتاريخ أحمد الجلبي الذي ساهم في الاحتلال ووصل إلى سدة الحكم في العراق على متن الصواريخ والمدافع الأمريكية . . وعاد الآغا، إلى البحرين، حاملا بيده ورقة تعيينه وزيراً مفوضاً في سفارة العراق المحتل، بسلطات أعلى من سلطات السفير، لأن وزارة الخارجية العراقية، في زمن الاحتلال والمحاصصة الأثنية والطائفية، باتت من نصيب الأكراد بعد تعيين الكردي هوشيار زيباري وزيراً عليها . .
وقد كانت للسيد أحمد الآغا صولات وجولات على مجالس البحرين التي عبّر فيها بكل سماجة عن كراهيته للعرب والعروبة، وعن رفضه واحتجاجه على كل من يدعو إلى عروبة العراق، وهو توجه يخالف خط أخبار الخليج التي ستبقى مدافعة عن عروبة العراق والأمة العربية . . وقد رد عليه عدد من الكتاب البحرينيين في أكثر من صحيفة مستنكرين وجود شخصية من هذا النوع في سفارة دولة عربية على أرض عربية . . إلا انه بسلوكه الأخير، وليس الآخر، قد أثبت أن النموذج الديمقراطي العراقي الذي بشّرتنا الإدارة الأمريكية بإشعاعاته على المنطقة قد بدأ يأخذ دوره في نموذج الدبلوماسي أحمد الآغا، وأشكاله، الذين لا يفقهون في الدبلوماسية وفي الديمقراطية قيد أنملة . .
هؤلاء هم إفرازات الاحتلال من ممثلي العراق "الجديد"، القائم على المحاصصة الأثنية والطائفية على حساب الكفاءة وتكافؤ الفرص، وهؤلاء من يعملون في سدة الحكم في العراق، ويعملون على نشر مفاهيم وقيم الديمقراطية الجديدة التي تؤكد أنه ليس مهماً ماذا تعرف وماذا تعطي وماذا تقّدم للوطن، المهم من أنت وما هي أصولك ومذهبك وما مدى ولاؤك للاحتلال الأجنبي، فقط لا غير .. فلكل مذهب منصب، ولكل قومية موقع . . ولا قيمة للوطن . .
لذلك بات في زمن الأثنيات ومعاداة العروبة والإسلام، كردي جاهل أفضل من عربي عاقل . . مع احترامنا وتقديرنا لكل إخوتنا الأكراد الوطنيين الأجلاء في كل الأرض العربية الذين لا يمثلهم السيد أحمد الجلبي هذا . . إلا اننا نقدر تماماً انه في زمن الاحتلال يغيب الرجال الذين يمثلون الدولة والوطن ويبرز أشباه الرجال . .


كلمات دالة: