مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في أربيل.. مساهمة العرب في تقسيم العراق

مارس 2008 هو الموعد الذي حدده الاتحاد البرلماني العربي لاجتماعه القادم الذي سيعقد في مدينة أربيل.. هذه المدينة العراقية التي اتخذته السلطة الكردية الانفصالية عاصمة لما يُدعى بإقليم كردستان في شمال العراق، ومع اقتراب هذا الموعد اشتد الجدال والصراع في الأوساط الرسمية العراقية حول تغيير العَلَم العراقي الذي أصر رئيس الإقليم المذكور، مسعود البرزاني، أن يتم تغييره وإلا فإنه سيرفع علمه الخاص (علم كردستان) في اجتماع ممثلي البرلمانات العربية.. والمهزلة الكبرى إن الاتحاد البرلماني هذا الذي يتكون من ممثلي الشعب العربي في منظماتهم البرلمانية، سيشارك في هذا الحدث الذي يعد ترسيخاً لخطة تقسيم العراق إلى دويلات طائفية.. وإذ يكفي في هذا مجرد انعقاد مؤتمرهم في أربيل (عاصمة كردستان) دون بغداد العاصمة، فياترى كيف يقبل هؤلاء بالجلوس تحت العلم العراقي المزيّف في مؤتمر عربي!، أو تحت العلم الكردي على أرض عربية؟!، وكيف يقبل هؤلاء بالمساهمة في تقسيم العراق، بسذاجة منهم أو بسبق الإصرار والتعمد.. وفي هذا إليكم بعض الحقائق:
1- أعلن مسعود البرزاني مدينة أربيل عاصمة لدولته الكردية، ومن مطار أربيل تنطلق رحلات دولية من وإلى مختلف انحاء العالم بما فيهم "إسرائيل" بدون أي تحفظ؛
2- يحتاج العراقيون (العرب) تأشيرة زيارة وكفيل كردي لدخول أربيل ومنطقة كردستان في الشمال ولا يُسمح لهم بالبقاء لأكثر من أيام، بينما كل العراق مفتوحة يدخلها رؤساء الدول والدبلوماسيون والعسكر والعصابات المسلحة والمخابرات الأجنبية وغيرهم بدون أي تأشيرة أو حتى أية ضوابط رسمية؛
3- يقول الكاتب والصحفي الفرنسي، روي أوليفير، إنه في زيارته الأخيرة لكردستان العراق التي دخلها براً من الحدود التركية حتى أربيل لم يجد علماً عراقياً واحداً، والعلم المرفوع في هذه المنطقة بأكملها هو علم كردستان الذي جاء به مسعود البرزاني؛


4- تعمل القوى الكردية الحاكمة في أربيل، يومياً، على قضم المناطق العربية في شمال العراق حيث تستبيحها مليشيات "البيشمركه" الإرهابية تحت ذرائع كاذبة، وترفع من كل مدنها وقراها وأزقتها وشوارعها ومساجدها ومحلاتها الأسماء العربية، أينما كانت ومهما كانت مدلولاتها التاريخية والدينية السامية، ولا يقبل تسجيل الأسماء العربية في سجلات الأحوال المدنية، وتجبر سكان القرى العربية القريبة منهم على تدريس أبنائهم باللغة الكردية وتحرق كتبهم العربية، ويعتبر مسعود البرزاني عرب الموصل ضيوف في منطقته، وينفي وجود عرب في كركوك..
كان أملنا أن ينعقد جمع البرلمانيين العرب هذا في العراق ليؤيد عروبته في وقت يتعرض فيه إلى هجوم توسعي وشعوبي حاقد من دول مجاوره، إلا إننا نقدّر الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها العراق عموما وبغداد خصوصا بفعل الاحتلال وفتك المليشيات الطائفية الإرهابية في تمزيق أمن مجتمعاته وترويع مواطنيه واستلاب أرواحهم وحياتهم وأملاكهم وبث الذعر بين كل طوائفه ومكوناته.. في الجانب الآخر لا نرى في عقد هذا المؤتمر في أربيل، بحجة كونها آمنة حاليا، رغم كل النزعة الانفصالية التي تعمل بها أحزابها الحاكمة، والتي سهلت للاحتلال وعاونته وخدمته وتشاركه بالفتك بالشعب العراقي بكل قومياته، وحتى الكردية منها الرافضة للاحتلال، لا نرى فيه إلا مساهمة مجانية يقدّمها ممثلي الشعب العربي لتحقيق أهداف الاحتلال.. وها نحن نرى نتائج هذا المؤتمر وقد بدأت تتوارد قبل انعقاده باستغلال هذه المناسبة في ابتزاز الشعب العراقي والاتحاد البرلماني بشرطين: إما أن يَعقد الاجتماع تحت علم يرمز لهذه القوى الكردية!!، أو أن يستبدل العلم العراقي الحالي الذي يرمز إلى الرايات العربية الإسلامية..
وبعد كل ما ذكرناه، نتوقف طويلا ونتساءل، إلا يعني انعقاد المؤتمر في أربيل استغلاله وتسخيره لمآرب تقسيم العراق؟.. وهل خفيت هذه المقاصد المريبة عن جامعة الدول العربية، ام تراها خفيت أيضا عن أمين عام الاتحاد وأعضائه؟..
وهل سينصاع البرلمانيون العرب لسياسات النظام العربي الرسمي في جامعة الدول العربية ويسجلوا عليهم سابقة خطيرة ويوجهوا طعنة آثمة لمشاعر الشعب العراقي العربي الصابر الذي يصارع احتلالين، أمريكي ظالم وبشع وإيراني توسعي بغيض..
وأخيراُ، ياترى ما هو رأي الشعبة البرلمانية في البحرين، هل ستشارك بوفدها في حضور هذا المؤتمر المشبوه؟ أم سيكون للبحرين موقف شعبي ورسمي في رفض تقسيم العراق برفض حضور هذا الاجتماع؟؟!..


كلمات دالة: