هكذا يتم احتلال التاريخ والجغرافيا..

قد لا يمكننا كشف ما يجري خلف الكواليس السياسية، ولكن ما يظهر على المسرح السياسي يعلن عن استراتيجيات يحرص أصحابها أن تبقى في طي الكتمان لشدة بشاعتها وخطورتها.. لذلك أرجو أن تساهم المعلومات المنشورة أدناه في توضيح شيء مما يمكن أن يكون خافياً على الشعب العربي من سياسات إيران العملية في اتجاه فرض سيادتها وهيمنتها على منطقة الخليج العربي.. قد تكون هذه المعلومات إعلامية إلا أنه يجب قراءتها مع صيرورة الممارسات الإيرانية الأكثر تعنتاً وخطورة في دورها مع الشيطان الأكبر الأمريكي في احتلال العراق وتقسيمه، وفرضها الحالة الطائفية على المنطقة عموماً والخليج خصوصاً، واحتلالها للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، إضافة إلى احتلالها لإمارة الأحواز العربية منذ أكثر من ثمانية عقود (تمتد الاحواز على طول الساحل الشرقي للخليج العربي من مضيق هرمز إلى جنوب العراق، تم احتلالها في 20 أبريل/نيسان 1925، وتعوم فوق أغنى آبار النفط في العالم)، دون أن ننسى الحالة اللبنانية والفلسطينية... أما المعلومات فتقول التالي:
• بسبب نشر المجلة الأمريكية "ناشيونال جيوغرافيك" (National Geographic) إسم الخليج العربي في أحد أعدادها، اعترضت الحكومة الإيرانية على الشركة الصادرة للمجلة، فردت الشركة بأن الإمارات العربية المتحدة هي من طلب منها ذلك.. فقامت إيران بالاحتجاج على دولة الإمارات على مستوى العلاقات الخارجية، كما اعترضت على الشركة وطالبتها بسحب عدد المجلة من السوق..


• أما داخلياً فقد أعلنت إيران إجراءات عديدة منها: تسمية السنة الإيرانية الجديدة التي بدأت في مارس 2008 بـ"سنة الخليج الفارسي" (تحتفل إيران بالسنة الشمسية المجوسية)، وأوجبت على الجامعات الإيرانية تنظيم مهرجانات ثقافية بإسم الخليج الفارسي، وبدّلت اسم جامعة بوشهر إلى جامعة الخليج الفارسي، وأسمت بطولة الدوري الإيراني بدورة الخليج الفارسي، وأعلنت عن مسابقة الخليج الفارسي للبحوث التاريخية..
• دعى شهرام همايون، مالك ورئيس قناة "القناة الأولى" (Channel one) الإيرانية التي تبث من لوس أنجلوس الأمريكية، دعى الشعب الإيراني للتظاهر ضد دولة الإمارات يوم الجمعة الموافق 23 مايو 2008، الساعة الخامسة عصراً، على أن يكون التجمع الاحتجاجي مقابل مبنى سفارة الإمارات في طهران، شارع ولي عصر تقاطع ظفر... ونشرت الصحف الإيرانية أخبار هذه التظاهرات في صفحاتها الأولى..
• نشرت شبكة الرافدين الإخبارية (alrafdean.org)، بتاريخ 10/2/2008، الخبر التالي: "يقول الدكتور عادل عبدالناصر (شقيق القائد الخالد جمال عبدالناصر)، وهو متخصص في التاريخ ويحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث، إن السفارة الإيرانية في القاهرة وجهت له دعوة رسمية للمشاركة في ((إحدى المؤتمرات العلمية)) –كما قالوا له ذلك- التي تقيمها ((الدولة الإسلامية!!)) في طهران، ولكني، يقول الدكتور عادل عبدالناصر "وجدت أن الموضوع ((العملي ذاك)) وفي ذلك المؤتمر يتعلق بتسمية الخليج بـ((الفارسي))، مما دفعني لرفض الدعوة رغم إقدام السفارة الإيرانية في القاهرة ومندوبها على تثبيت فيزا الدخول الرسمية على جوازي الشخصي، والوعود ((بالمكافآت المالية والخدماتية المجزية)) حول تلك الزيارة وتلبية الدعوة".. وقد نشر الموقع صورة لجواز السفر وتلك الفيزا على سبيل التوثيق... وكان الدكتور عادل قد أعلن هذه المعلومات لدى استقباله للوفد الوطني العربي الأحوازي في منزله في القاهرة موضحاَ ذلك بقوله "حاول الإيرانيون (رشوتي) من خلال سكوتي على دجلهم بكون الخليج (فارسياً) وليس عربياً"..
أنها استراتيجية متكاملة لسرقة واحتلال التاريخ والجغرافيا بهدف الوصول إلى فرض سيادة إيرانية كاملة على المنطقة بعد إلغاء هويتها القومية العربية وتنسيبها للقومية الفارسية..
وهنا يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فإيران في عهد الدولة الدينية الطائفية القائمة، تعقد تحالفاتها مع الغرب الأنجلوأمريكي لاحتلال الخليج والجزيرة العربية بعد العراق، كما فعلت الدولة الصفوية الطائفية عندما تحالفت مع البرتغاليين ومن بعدهم مع البريطانيين في محاولاتها التاريخية لفرض هيمنتها على الخليج العربي بضفتيه (أنظر موسوعة "دليل الخليج" القسم التاريخي، الجزء الأول/تأليف ج.ج. لوريمر).. وفي كل هذه المحاولات اعتمدت بلاد فارس الصفوية، وإيران الملالي، على امتداداتها وأعوانها داخل بلداننا لتحقيق انتصاراتها..
فمن يأخذ العبرة من التاريخ!!..


كلمات دالة: