لماذا . . وكيف . . أكذوبة المنظمات الحقوقية؟؟ (1)

منذ بداية القرن الأمريكي الجديد ( القرن الواحد والعشرين )، وخلال أقل من تسع سنوات مرت من هذا القرن حتى يومنا هذا، فرضت على منطقتنا ثلاثة حروب كبرى في العراق ولبنان وفلسطين، تجاوزت ضحاياها أربعة ملايين مدني بريء، ما بين شهيد وجريح، وأكثر من أربعة ملايين شريد ولاجي يعيشون في أسوأ الظروف المعيشية واللاإنسانية، ومئات الألوف من المعتقلين داخل السجون الأمريكية في العراق وجوانتنامو وأخرى سرية منتشرة حول العالم، انتهكت فيها القوى الغربية كل القيم الإنسانية، بممارسة كل أنواع التعذيب والاغتصاب والقتل، وهنك الحرمات والأعراض، واختطاف الأبرياء ونقلهم في السجون الطائرة إلى أقاصي الأرض، وانتهاك كل أنواع حقوق الإنسان . .

ورغم بشاعة ولا إنسانية واستمرارية كل هذا العمل الإجرامي المستمر في أرضنا وضد شعوبنا العربية، بواسطة دول الغرب الأوروأمريكية، وباستخدام كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، من القنابل النارية والعنقودية والفوسفورية إلى اليورانيوم المنضب، رغم كل ذلك لم ولم نر موقفاً يتصدى، أو نسمع صوتاً يعلو، من المنظمات الحقوقية، المنتشرة في أرجاء العالم عموماً، ووطننا العربي خصوصاً، تدين جريمة واحدة من هذه الجرائم.
والسؤال الذي يلح على البال دائماً هو، لماذا ؟ . . نعم لماذا هذه المنظمات الحقوقية التي باتت أهم أدوات العنف وزعزعة الأمن والاستقرار في مجتمعاتنا وبلداننا العربية كلها، والخليجية بالأخص، لماذا كل هذه المنظمات لم تنبس بكلمة في بياناتها، أو على منابرها العلنية، التي تحيط بها دائماً سلسلة بشرية من رجال الأمن السريين المدربين لحماية أفرادها، لماذا لم ينطقوا بصرخات قوية تدين كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان العربي والمسلم في العراق وفلسطين ولبنان ؟ ! ؛
لماذا هذا السكوت والصمت المطبق على كل هذه الجرائم الغربية في حق الإنسانية ؟!؛
لماذا تُقيم هذه المنظمات الدنيا ولا تقعدها ضد مؤسسات الدولة عندما يسقط طفل في حفرة بإحدى القرى البحرينية، على سبيل المثال، بينما أكثر من مليون طفل، فقدوا الأهل والمأوى والعيش الكريم في العراق بسبب الحرب الأمريكية، لا يعني لها أمراً يستحق الاحتجاج والاعتصام والإضراب عن الطعام وزيارة برلمانات الدول المجرمة، في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولجان ومجالس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، لشرح قضايانا العربية والإسلامية الإنسانية ؟ ! ؛
وبالأحرى لماذا فجأة انتشرت كل هذه المنظمات الحقوقية، كالجراد، في منطقتنا، بمجرد انتهاء الحرب الباردة، وليس قبل ذلك، خلال تلك الحقبة السوداء من تاريخ الإجرام الغربي في قمع الحريات بمنطقتنا العربية، وخصوصاً الخليجية، في حربها ضد الشيوعية؟!؛
ولماذا فجأة أعطيت هذه المنظمات حصانة الشرعية الدولية، وحرية الحركة والتنقل من دون حساب أو كتاب لتصبح نفوذها وسيطرتها أقوى من سلطات الدولة ومؤسساتها الديمقراطية؟؛
ولماذا فقط يحدث كل هذا في منطقتنا العربية الثرية وذات الأهمية الخاصية في المشاريع الاستعمارية الجديدة؟ ! .
لمعرفة الإجابة على بعض هذه الأسئلة إقرأوا مقالنا غداً . .